أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً بعنوان “منظمة التحرير الفلسطينية: تقييم التجربة وإعادة البناء”. يقع الكتاب في 233 صفحة من القطع المتوسط.
في هذا الكتاب الذي قام بتحريره د. محسن محمد صالح، يقدم 16 خبيراً وباحثاً متخصصاً في الشأن الفلسطيني تقييمهم لتجربة منظمة التحرير الفلسطينية ورؤيتهم لتطويرها وتفعيلها. وأوراق هؤلاء المتخصصين هي حصيلة حلقة النقاش العلمية التي أقامها مركز الزيتونة في الذكرى الثانية والأربعين لإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 30 و31 أيار/ مايو 2006 في بيروت.
معلومات النشر: |
>> لتحميل كتاب: منظمة التحرير الفلسطينية: تقييم التجربة وإعادة البناء (234 صفحة، 4.4 MB)* |
– الكتاب متوفر للشراء، عبر: || || || ||
ويرى الدكتور محسن صالح، المدير العام لمركز الزيتونة، أن موضوع إعادة بناء منظمة التحرير من أهم المواضيع الساخنة على الساحة الفلسطينية، خاصة بعد “اتفاق مكة”، والشعب الفلسطيني أمام مفترق طرق عليه أن يقرر فيه إما المضي في عملية إصلاح البيت الفلسطيني، وإما الوقوع في مزيد من التدهور والتراجع سيستفيد منه الطرف الاسرائيلي في فرض شروطه وبناء حقائق جديدة على الأرض.
وفي الكتاب، يتحدث الأستاذ شفيق الحوت، ممثل ممنظمة التحرير الأسبق في لبنان، عن منظمة التحرير بشكل عام، فيقدم سرداً موجزاً عن الماضي والواقع معتبراً أن ذلك ضروري لاستنباط العبر والدروس وترشيد تطلعاتها. أما الإعلامي الفلسطيني الأستاذ نافذ أبو حسنة فيسلط الضوء على تكوين المنظمة وما رافقه من اتجاهات ومواقف، ثم يعرض لوضع منظمة التحرير والجمود الذي أصاب المنظمة بعد أوسلو. ويقدم الأستاذ تيسير الخطيب، مدير مركز الإسراء للدراسات، مشاركته من خلال الدعوة إلى إعادة صياغة ميثاقٍ وطنيٍّ فلسطيني من خِلال آلياتٍ واضحة ومُحددة لا تختزِلُ القضية الفلسطينية في فئةٍ مُحددّة. ويناقش الدكتور محسن صالح تجربة المجلس الوطني الفلسطيني، ويدعو إلى أن يسعى الفلسطينيون للعمل ضمن بناء مؤسسي موحَّد، ووضع جدول زمني محدد لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني. أما الدكتور أحمد سعيد نوفل، أستاذ العلوم السياسية، فيشدد على أن تقوية المنظمة سيؤدي إلى تقوية السلطة الفلسطينية في الداخل ويجعلها المرجعية الرئيسية للقضية الفلسطينية.
يؤكد الأستاذ منير شفيق أن البرنامج الوحيد الممكن هو البرنامج الذي يرد على ما يسمى “الحل النهائي” أو “الفصل من طرف واحد”، والذي خلاصته هدم الجدار، وتفكيك المستوطنات، وإنقاذ القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومنع استيطان الأغوار، ودحر الاحتلال. أما الكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر، فيقدم تقييماً لتجربة مركزي الأبحاث والتخطيط وما قدما من إسهامات في البحث العلمي. ويتحدث الدكتور سلمان أبوستة عن أربعة ركائز لتفعيل حقوق اللاجئين تتمثل بانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني، وإعادة تفعيل التربية الوطنية وثقافة العودة، وتفعيل دور المجتمع المدني، وتوثيق الصلات في المحافل الدولية.
ويوضح خبير الشؤون الإسرائيلية الأستاذ حلمي موسى أن ميل منظمة التحرير الفلسطينية نحو التسوية كان في واقعه إقراراً بفشل ليس فقط منهج المقاومة وإنما كذلك فكرة المصير العربي المشترك. أما الدكتور محمد السيد سعيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، فيستقرئ الموقف العربي من المنظمة ويقترح تركيز الجهد الفلسطيني على تدويل أو عولمة النضال الفلسطيني، أي جعلها مسئولية مشتركة لجميع الشعوب والنظم الثقافية. ويقدم السفير الدكتور عبد الله الأشعل تقييماً للعلاقات الدولية للمنظمة ويطرح تصوراً للدبلوماسية التي تستطيع من خلالها المنظمة أن تنتشل القضية الفلسطينية من تراجعها المستمر بسبب الدبلوماسية الإسرائيلية الناجحة.
ويتضمن الكتاب رؤية فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية، لإصلاح منظمة التحرير. فيدعو الأستاذ فتحي أبو العردات، الذي يقدم رؤية حركة فتح، إلى الإسراع في إنجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة آذار/ مارس 2005، ويرى أن المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل مجلس وطني جديد. أما رؤية حركة حماس، فيشدد فيها الأستاذ أسامة حمدان على ضرورة صياغة الميثاق الوطني الفلسطيني على أساس التأكيد على الثوابت الوطنية، ومراعاة المتغيرات التي حصلت منذ صياغة الميثاق عام 1968، وإعادة النظر في التنازلات التي أضرت بالقضية الوطنية وإلغائها، كما يدعو حمدان إلى الفصل التام بين مؤسسات ومواقع المسؤولية في م.ت.ف والسلطة، ويلفت النظر إلى ضرورة تفعيل دور السفارات والممثليات في الخارج لصالح حماية الجاليات الفلسطينية ورعاية شؤونها والدفاع عن الحقوق الوطنية.
أما تصور الجبهة الشعبية، فيطرح الأستاذ مروان عبد العال أن آفاق الحل تكمن بالشروع في حوار وطني شامل، يمتلك أولاً إرادة حوار وليس إدارة حوار. ويرى الدكتور أنور أبو طه في طرحه رؤية حركة الجهاد الإسلامي أن هناك حاجة إلى ميثاق وطني فلسطيني جديد يراعي البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية، وأن مقررات المجالس الوطنية السابقة حاصل الإرادة السياسية التي أنتجتها في حينه. ويختتم الكتاب برؤية الجبهة الديموقراطية لإعادة بناء م.ت.ف.، التي يؤكد فيها الأستاذ سهيل الناطور أن إعادة البناء تتطلب تفعيل وتطوير مؤسسات م.ت.ف، وتطبيق إعلان القاهرة بهذا الشأن وفق جدول زمني ملزم، وتفعيل سائر دوائر المنظمة واحياء الصندوق القومي وفصله عن خزينة السلطة.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 22/2/2007
آخر تحديث: 5/3/2015
أضف ردا