إعداد: مريم عيتاني، باحثة في مركز الزيتونة.
ورغم كثرة عددها الذي يقدر بما يفوق الألفي مؤسسة[1] فإن الحاجة لمثل هذه المؤسسات ظلت موجودة بسبب ضعف السلطة الفلسطينية والفساد الذي تعانيه. كما أن هذه المؤسسات نالت ثقة الشعب الفلسطيني وأثبتت كفاءة في العمل الميداني والخدماتي، تفتقد إليها المؤسسات الفلسطينية الرسمية، خاصة في الظروف الصعبة، وهو ما حصل خلال العامين الماضيين في ظل الحصار الدولي الجائر المفروض على حكومة حماس وعلى القنوات الرسمية للمساعدات.
وفي حين تتبع المؤسسات والجمعيات الكبيرة لمؤسسات أميركية وأوروبية ذات أجندات معروفة مثل الـUSAID، فإن هناك بضعة مئات من الجمعيات الأخرى الصغيرة أو المحلية، والتي تقوم بدور هائل على صعيد منطقتها أو اختصاصها، تتبع هذه الجمعيات بأغلبها لتيارات فكرية إسلامية أو يسارية أو ليبرالية الخ … وقد برزت بين هذه الجمعيات والمؤسسات، تلك التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية حماس، إذ أثبتت كفاءة في عملها، فصارت مقصداً للناس وكانت أحد الأساسات المهمة لحماس في كسب الثقة الشعبية، التي أهلتها لاحقاً للفوز في الانتخابات النيابية مطلع الـ2006.
وقد أدركت السلطة الفلسطينية هذا، فكانت ورقة الجمعيات الخيرية ورقة ضغط تلجأ إليها كلما أرادت كبح جماح حماس، رغم الدور الضروري والحيوي الذي تلعبه هذه المؤسسات ذات الطبيعة المدنية والخدماتية البحتة، في حياة المواطن الفلسطيني. فكان استهداف المؤسسات والجمعيات ضمن حملة السلطة على حماس عام 1996، وطالها ما طالها من اقتحامات وتخريب. كما كانت هذه الجمعيات والمؤسسات (خاصة في الضفة الغربية) محط اعتداءات دائمة ومتكررة وعمليات إغلاق من قبل العدو الصهيوني في الكثير من الأحيان.
كما ويتوقع الكثيرون أن تكون هذه الجمعيات والمؤسسات الـ 103 مجرد بالون اختبار لقائمة ثانية قادمة تكون فيها قرارات إغلاق لجمعيات قوية وفاعلة وعريقة في مجال الخدمة الاجتماعية تديرها الحركات الإسلامية مثل لجان الزكاة. وإذا ما استمرت هذه الممارسات وقرارات الإغلاق لمثل هذه الجمعيات الخيرية على خلفية أبعاد وانتماءات سياسية، فإن هذا يعني المزيد من الخسارات للشعب الفلسطيني، الذي عانى الكفاية من الفوضى والفلتان الأمني والاقتتال الداخلي، وقد ارتكب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطأً فادحاً بإدخال ورقة هذه الجمعيات إلى اللعبة السياسية والاستجابة للضغوط الأميركية والإسرائيلية للضغط على حماس بكل الوسائل الممكنة، إذ أنه بهذا بالغ كثيراً في إصراره على إزاحة حماس بأي ثمن، وقبل بأن يكون الثمن هو معاناة وحياة الأبرياء من أبناء شعبه.
المراجع:
[2] أنظر تقرير “مهاجمة وتدمير وإحراق مؤسسات خيرية وجمعيات اجتماعية وتعليمية في الضفة الغربية”، فلسطين المسلمة، العدد 7، تموز/يوليو 2007، ص 38-39.
[3] الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، انظر:
http://www.piccr.org/dmdocuments/PICCR/SpecialReports/e3teqalat54.pdf
[4] راجع مثلاً تصريحات كل من أنيس القاسم (أشرف على وضع القانون الأساسي الفلسطيني) والمحامي الدستوري يوجين قطران (أحد من يعملون حاليا على الدستور الفلسطيني) وناثان براون (أحد الذين قدموا المشورة للفلسطينيين والعراقيين بشأن دستوريهم) وعصام العابدين (المستشار القانوني لرئاسة المجلس التشريعي) في:
صحيفة الشرق الأوسط، لندن، 9 و 14/7/2007؛ ووكالة رويترز، 8/7/2007؛ وصحيفة الاستقلال، فلسطين، 23/6/2007.
[5] أنظر: الأيام، فلسطين، 30/8/2007، وصحيفة الدستور، الأردن، 4/9/2007.
[6] الأيام، فلسطين، 28/8/2007.
[7] صحيفة الشرق، قطر، 3/9/2007.
[8] موقع الجزيرة نت، 30/8/2007. أنظر:
http://www.aljazeera.net
[9] صحيفة السبيل، الأردن، 10/7/2007.
[10] موقع المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، 29/8/2007. انظر:
http://www.pchrgaza.org/arabic/arabic.htm
[11] موقع فلسطين الآن، 8/9/2007. أنظر:
http://www.paltiems.net
[12] موقع عرب48، 28/08/2007، والسبيل، 10/7/2007، والشرق الأوسط، 29/8/2007.
[13] أنظر: الحرب على العمل الخيري والإنساني في فلسطين تدخل منعطفات خطيرة، غزة، المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء (الحكومة الحادية عشر، حكومة هنية):
http://www.pmo.gov.ps/readarticle.php?article_id=7
[14] الشرق، قطر، 3/9/2007.
[15] بحسب تصريحات النائب الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية. أنظر: المصدر نفسه.
[16] أنظر تقرير: “مع حلول رمضان … من للفقراء والأيتام بعد إغلاق الجمعيات الخيرية”، غزة، موقع إنسان أون لاين.نت، 13-9-2007:
http://www.insanonline.net
وثائق مرفقة ذات صلة:
1. وثيقة رقم 1: المرسوم الرئاسي بشأن تراخيص الجمعيات والمؤسسات الأهلية
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
القائد الأعلى للقوات الفلسطينية.
بعد الاطلاع على أحكام الباب السابع من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003م وتعديلاته، وبناءً على المرسوم الرئاسي بتاريخ 14/06/2007م بإعلان حالة الطوارئ، وبناءً على الصلاحيات المخولة لنا، وتحقيقا للمصلحة العامة.
رسمنا بما هو آت:
المادة (1)
منح وزير الداخلية سلطة مراجعة جميع تراخيص الجمعيات والمؤسسات والهيئات الصادرة عن وزارة الداخلية أو أية جهة حكومية أخرى.
المادة (2)
لوزير الداخلية أو من يفوضه اتخاذ الإجراءات التي يراها ملائمة إزاء الجمعيات والمؤسسات والهيئات من إغلاق أو تصويب أوضاع أو غير ذلك من الإجراءات.
المادة (3)
يجب على جميع الجمعيات والمؤسسات والهيئات القائمة التقدم بطلبات جديدة لإعادة ترخيصها خلال أسبوع من تاريخه، وكل من يخالف ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
المادة (4)
يتم عرض هذا المرسوم على المجلس التشريعي حال انعقاده لإبداء الرأي إزاءه.
المادة (5)
على الجهات المختصة كافة، كل فيما يخصه، تنفيذ أحكام هذا المرسوم، ويعمل به من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية.
صدر في مدينة رام الله بتاريخ: 20/06/2007م.
مصدر الوثيقة: موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني
2. وثيقة رقم 2: قائمة بأسماء الجمعيات التي طالها قرار حكومة فياض بالاغلاق
جمعية تل اللوز/نابلس، جمعية بناة المستقبل/طولكرم، جمعية سند/ نابلس، ابناء الغد/ نابلس، اشراقة للتدريب والتأهيل النسوي/بيت لحم، الورود الخيرية/رام الله، الانماء التروبي/نابلس، غراش الخيرية/نابلس، الاندلس للتنمية والتطوير الخيري/ نابلس، زيتا الخيرية/ طولكرم، جمعية الصحة الفلسطينية/رام الله، جمعية تنمية قوصين/نابلس، جمعية الينبوع الخيرية/جنين، جمعية التواصي الخيرية/نابلس، جمعية صرة النسوية/نابلس، جمعية الدراسات القرآنية والنبوية/جنين، جمعية الرابطة الاسلامية للمرأة الفلسطينية/نابلس، جمعية الابداع والتطوير/نابلس، جمعية الشمال للتنمية والتراث/جنين، جمعية كنانة الرياضية/نابلس، جمعية عقربا النسوية/نابلس، جمعية مراكز ملتقى الايمان لتحفيظ القرآن الكريم، الفتيات/ نابلس،
جمعية احرار لرعاية اسر الشهداء والجرحى/ نابلس، جمعية العطاء الخيرية/نابلس، جمعية سنابل المجد الخيرية/ نابلس،اليراع الخيرية/نابلس، الانوار الخيرية/جنين، نسائم الخير/ نابلس، الفرقان لرعاية دور القران/ سلفيت، التوعية النسائية/ نابلس، النماء الخيرية نابلس، اجيال الغد الثقافية/نابلس، رواق الخيرية/نابلس، الدفاع لحقوق الانسان/نابلس، اجيال المحبة لرعاية المرأ ة والطفل/بيت لحم،
حق العودة الثقافي/نابلس، الهدى للعلوم الشرعية/نابلس، عائشة أم المؤمنين/طوباس، ينبايع الكوثر/نابلس، النور النسائية الخيرية/رام الله، ملتقى الخريجين العلمي/الخليل، جمعية عصيرة الشمالية/نابلس، الاسراء للاعمال الخيرية/نابلس، الحسنى للاعمال الخيرية/نابلس، عروس الاغوار الخيرية/طوباس، “لاجئي الاغوار الوسطى”، النصارية/ نابلس، عتيل للمرأة والطفل/طولكرم، جمعية الاحسان للبر والتقوى/نابلس، جمعية النماء والتواصل الخيرية/جنين، جمعية البوارق الخيرية/نابلس، جمعية البناء الخيرية/نابلس، جمعية الجيل الواعد/نابلس، جمعية الوافق الخيرية/طوباس، جمعية سنابل الامل الخيرية/سلفيت.
جمعية انماء الاسرة/نابلس، جمعية فلسطين للتنمية والصمود/نابلس، جمعية المحور الاقتصادي/رام الله، جمعية فلسطين للخدمات الطبية والانسانية/ نابلس، جمعية البلسم الخيرية والاجتماعية/طوباس، جمعية اللبن الشرقية/نابلس، جمعية نساء الريف الخيرية/نابلس، جمعية الاوائل للنهضة/رام الله، الجمعية الخيرية لرابطة الخريجين/جنين، جمعية قطاف المعالي الخيرية/نابلس، جمعية منتدى وطن الثقافي/نابلس، جمعية كل المواسم الزراعية/نابلس،جمعية الغرباء للثقافة والفنون/نابلس، جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الاسرى والانسان/نابلس،
الجمعية وادي الفارعة الخيرية/طوباس، جمعية الكلمة الطيبة لتعليم القرآن الكريم وعلومه/سلفيت، جمعية رؤى المستقبل/نابلس، جمعية دار العفاف الخيرية الاسلامية/نابلس، جمعية الشمال الخيرية/جنين، جمعية مركز نابلس للثقافة والفنون/نابلس، جمعية الوعد الخيرية الاجتماعية/رام الله، جمعية رابطة ادباء بيت المقدس/طولكرم، جمعية نساء تلفيت الخيرية/نابلس، جمعية نقابة المعلمين الفلسطينيين/رام الله، جمعية الوفاق والتعاون/نابلس، جمعية مركز الانسان للدراسات والتنمية/جنين، جمعية التواصل الشبابي/جنين.
النقاء الخيرية/رام الله، صندوق الزواج الفلسطيني/رام الله، الشهيد عبد الرحيم محمود/طولكرم، معهد الارض المقدسة للابحاث العلمية والتطبيقية/الخليل، الجمعية الفلسطينية للثقافة “كوفية”/طولكرم، تطوير فرعون الخيرية/طولكرم،المؤسسة الوطنية للتسويق والتنمية الزراعية/طولكرم، مركز شباب المستقبل/طولكرم.
ومن ضمن الجمعيات التي شملها قرار تجميد ارصدتها في البنوك المحلية: جمعية الاصلاح الخيرية، جمعية الجيل الجديد، جمعية تطوير الريف الشرقي، وجمعية الفنادق الفلسطينية، وكذلك جمعية تنمية الريف الشرقي، لجنة الطوارئ الوطنية، لجنة العاملين في بلدية بيت لحم، صندوق اعمار البيوت المنسوفة، جمعية الابرار الخيرية، وكلية بيت لحم للكتاب المقدس، وكذلك تجميد حساب جمعية لجنة الدفاع عن الاراضي ومجابهة الاستيطان، وجمعية الجبعة الخيرية واللجنة الشعبية لمساندة أسرى الحرية.
مصدر الوثيقة: صحيفة الأيام، فلسطين، 30/8/2007
أضف ردا