أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت تقريره الاستراتيجي الفلسطيني لسنة 2008. وهو إصدار يأتي للعام الرابع على التوالي، بعد أن بات التقرير مرجعاً أساسياً في الدراسات الفلسطينية، لما تحمله مادته ذات الطبيعة المرجعية من أهمية لا غنى عنها لأساتذة وطلاب الجامعات، ولكافة الباحثين والمتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني.
ويعالج تقرير هذا العام، الذي حرّره د. محسن محمد صالح، القضية الفلسطينية خلال سنة 2008 بالرصد والاستقراء والتحليل. |
ويدرس الأوضاع الفلسطينية الداخلية، والمؤشرات السكانية والاقتصادية الفلسطينية، والأرض والمقدسات، ويناقش العلاقات الفلسطينية العربية والإسلامية والدولية، كما يناقش الوضع الإسرائيلي وعمليات المقاومة ومسار التسوية. وهو موثق علمياً ومدعّم بعشرات الجداول والإحصائيات والرسوم التوضيحية، ويتميز بأن معلوماته محدثة حتى نهاية 2008، وبأنه من إعداد ومراجعة نخبة متميزة من الأساتذة المتخصصين.
ويشير التقرير، الواقع في 336 صفحة من القطع المتوسط، إلى انعكاس الانقسام الفلسطيني والضعف العربي والإسلامي على مجمل مسار القضية الفلسطينية خلال سنة 2008، مضيفاً أن مسارات الأحداث والظروف الموضوعية والعوامل الفاعلة في المنطقة لا توحي بإمكانية حدوث تغييرات جدية في سنة 2009.
غير أنه يرى أن فشل سياسة إدارة بوش في المنطقة، وفشل سياسات الحصار والاحتلال الإسرائيلي في كسر إرداة الشعب الفلسطيني، ووصول مسار التسوية السلمية إلى طريق مسدودة، ونجاح تيار المقاومة في إفشال العدوان الإسرائيلي الواسع، وتقديمه نماذج بطولية ألهبت حماس الجماهير العربية والإسلامية ودفعت باتجاه مزيد من التعاطف الشعبي العالمي…، كل ذلك يوحي بحالة مخاض تشهدها المنطقة، قد تنعكس إيجاباً في المستقبل القريب على القضية الفلسطينية، إذا ما أُحسن التعامل مع العوامل المحركة للأحداث والفرص التي تتيحها.
ولكنّ التقرير يُحذّر في الوقت نفسه من الإفراط في التفاؤل، إذ لطالما ضيّع الفلسطينيون والعرب العديد من الفرص، بينما استطاع الخصوم والأعداء توظيف الظروف المستجدة لصالحهم.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت 22/7/2009
انتقل إلى صفحة:
>> التقرير الإستراتيجي الفلسطيني لسنة 2008
>> احصل على كتاب “التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لسنة 2008”:
|
أضف ردا