أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاب “الوثائق الفلسطينية لسنة 2006″، في إصدار هو الثاني له في هذا المجال، بعد كتابه “مختارات من الوثائق الفلسطينية لسنة 2005″، ويتميز الكتاب الجديد بشمولية أكبر من حيث المواضيع ونوع الوثائق، وجاء بالتالي في مجلد كبير يضمّ 842 صفحة من القطع المتوسط.
– معلومات النشر:
– العنوان: الوثائق الفلسطينية لسنة 2006 |
– الكتاب متوفر للشراء، عبر: || || || ||
يحوي الكتاب 322 وثيقة تغطي الأحداث والمواقف الداخلية والخارجية التي شهدتها أو تأثرت بها الساحة الفلسطينية خلال سنة 2006، التي شكّلت علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني المعاصر. وقد اعتمد محررا الكتاب معيارين أساسيين لاختيار الوثائق، هما أهمية الوثيقة ودورها في تشكيل معالم السنة المذكورة، ومراعاة الحضور المتوازن للوثائق المتعلقة بالفصائل الفلسطينية والمقابلات الشخصية للرموز، وما يتعلق بالقضية الفلسطينية عربياً وإسلامياً وإسرائيلياً ودولياً.
ورتّبت الوثائق داخل صفحات الكتاب زمنياً، وتنوعت من حيث مضمونها بين وثائق مكتوبة وبيانات ومقابلات وتصريحات لوسائل الإعلام ومحاضر لاجتماعات وقرارات وحتى نصوص إخبارية مختارة ومحررة بعناية. ويظهر الجهد الكبير المبذول في إعداد الكتاب من خلال دقة اختيار الوثائق وتنوعها وتعدد مصادرها، وضبطها اللغوي والأكاديمي. إضافة إلى وجود ثلاثة فهارس في آخر الكتاب، تسهّل على الباحثين الوصول إلى الوثائق التي تهمهم، جاء أولها للأسماء، وثانيها للأماكن، وثالثها للمنظمات والمؤسسات.
الانتخابات التشريعية الفلسطينية
أورد الكتاب مجموعة من الوثائق عن الانتخابات التشريعية الفلسطينية، التي كانت الحدث الأبرز الذي ميّز سنة 2006، شملت النتائج النهائية للانتخابات، وتقريراً حول حجم مصروفات الحملات الانتخابية للمجلس التشريعي، وتقرير البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات، وعدداً من البيانات والمواقف الصادرة عقب إعلان نتائجها، عن كل من مصر، والسعودية، وقطر، وإيران، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ووزيري خارجية ألمانيا وفرنسا، واللجنة الرباعية، وغيرها. إضافة إلى عدد من المواقف الإسرائيلية، من بينها تهديد للرئيس السابق للشاباك آفي ديختر بملاحقة واغتيال قادة حركة حماس، وتصريح لأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي يدعو فيه لتصفية مرشحيها الذين فازوا في الانتخابات، علاوة على قرارات الحكومة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية بعد فوز حماس.
وكان من بين الوثائق التي شملها الكتاب عن تلك الفترة أيضاً مقابلة مع أحد قيادات حركة فتح سمير المشهراوي، وأخرى مع النائب محمد دحلان عن أسباب خسارة فتح في الانتخابات، وثالثة مع النائب الأسير مروان البرغوثي حول سبل استعادة فتح لثقة الشعب الفلسطيني، ومقابلة مع أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة تناول فيها نتائج الانتخابات.
تشكيل الحكومة وتنازع الصلاحيات
في الفترة التي تلت الانتخابات التشريعية، كان موضوع تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة حاضراً في الوثائق التي ضمّها الكتاب؛ حيث عرض مشروع البرنامج السياسي للحكومة التي شكلتها حماس، ورسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية حول هذا البرنامج، وخطاب هنية أمام المجلس التشريعي لنيل الثقة لحكومته، والمرسوم الرئاسي بتشكيل مجلس الوزراء.
واحتوى الكتاب أيضاً مجموعة من الوثائق حول صراع الصلاحيات الذي نشأ بين مؤسسة الرئاسة والحكومة؛ فأورد المرسوم الرئاسي الصادر بشأن تنظيم الإدارة العامة للمعابر والحدود، والذي نصّ على تبعيتها لرئيس السلطة الفلسطينية بصورة مباشرة، وقراراً لرئيس مجلس الوزراء بتجميد العمل بقرارات الحكومة الفلسطينية التاسعة، ونصّ الرسالة التي بعث بها إسماعيل هنية إلى محمود عباس حول شرعية تشكيل القوة التنفيذية، ومقابلة مع يوسف الزهار مسؤول القوة، وغيرها من الوثائق.
تناولت الوثائق الواردة في الكتاب كذلك موضوع الحصار الذي فُرض على الفلسطينيين إثر تشكيل حماس للحكومة، وجاءت من بينها مقابلة مع وزير الشؤون الخارجية في تلك الحكومة محمود الزهار حول العلاقة مع أمريكا والحصار المفروض على الحكومة، وأخرى في وقت لاحق مع موسى أبو مرزوق حول الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في ظلّ الحصار، ومقابلة مع محمد الهندي أحد قيادات الجهاد الإسلامي حول الموضوع نفسه، ومقابلة مع نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية موشية كابلنسكي حول السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت، ومقابلة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حول قطع المساعدات الأوروبية عن السلطة، ونصّ قرار الاتحاد الأوروبي الخاص بالآلية المؤقتة حول إيصال المساعدات للفلسطينيين.
الحوار الوطني والخلافات الداخلية
فيما يخصّ العلاقات الفلسطينية الداخلية، فقد احتلّت الخلافات الداخلية بين حركتي فتح وحماس والحوار الوطني الذي انطلق في شهر أيار/ مايو من سنة 2006 مساحة بارزة من الكتاب. ومن أبرز الوثائق التي ضمّها بشأن الحوار: نصّ وثيقة التوافق الوطني الفلسطيني التي طرحها الأسرى على مؤتمر الحوار، وكلمتي محمود عباس وإسماعيل هنية أمام جلسة المؤتمر، ونصّ البيان الختامي للمؤتمر، والمرسوم الرئاسي بشأن الاستفتاء على وثيقة الوفاق الوطني، ومجموعة من الوثائق حول مشاورات حكومة الوحدة الوطنية التي بدأت عقب توقيع وثيقة الوفاق.
وفي موضوع الخلافات ضمّ الكتاب كلمة خالد مشعل التي اتهم فيها أطرافاً فلسطينية بالتآمر على حكومة حماس لإسقاطها، وبياناً لحركة فتح تتهم فيه مشعل بتوتير الأجواء رداً على كلمته، وبياناً لنقابة الموظفين العاملين في الجهاز الحكومي تعلن فيه الإضراب، وبياناً للقوى الوطنية والإسلامية حول وقف الاقتتال الداخلي الذي تزامنت أولى جولاته الدامية مع مؤتمر الحوار الوطني. إلى جانب عدد من الوثائق التي عكست مواقف مختلف الأطراف الداخلية والخارجية من موضوع الاقتتال، ونصوص اتفاقات التهدئة الموقعة بين فتح وحماس.
إضافة إلى ذلك فقد أورد الكتاب نصّ خطاب عباس الذي دعا فيه إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، ومجموعة من البيانات والتصريحات التي عكست مستوى التصعيد الذي شهدته أواخر سنة 2006 على الصعيدين السياسي والأمني في الساحة الفلسطينية.
المقاومة
لم تغب الأحداث المرتبطة بالمقاومة وفصائلها عن الوثائق الواردة في الكتاب؛ حيث تناولت موضوع الاقتحام الإسرائيلي لسجن أريحا واعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وعملية تل أبيب الفدائية التي تبنتها حركة الجهاد الإسلامي، والتي أدانها محمود عباس ووصفها بأنها “حقيرة”، وعملية “الوهم المتبدد” التي أسرت خلالها المقاومة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، إلى جانب مواقف عدد من الفصائل من مطالبة عباس بوقف الصواريخ، وعدد من القضايا الأخرى المتصلة بموضوع المقاومة.
الشأن الإسرائيلي
ضمّ الكتاب عدداً من الوثائق التي غطت السلوك الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين خلال سنة 2006، وخاصة مع صعود حركة حماس إلى السلطة، إلى جانب بعض الأحداث البارزة على الساحة الإسرائيلية، والتي كان أهمها الانتخابات التشريعية في “إسرائيل”. وفي هذا السياق ضمّ الكتاب النتائج النهائية لتلك الانتخابات، وكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لدى عرض حكومته أمام الكنيست.
كما شمل الكتاب مجموعة من النصوص والبيانات المختارة الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية في مناسبات معينة، ومن بينها خطاب إيهود أولمرت أمام الكونغرس الأمريكي في 24 أيار/ مايو خلال زيارته للولايات المتحدة، وكلمة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، الذي دعت فيه إلى دعم المعتدلين في الشرق الأوسط، ومقابلة مع رئيسة الكنيست داليا إيتسيك حول حرب تموز/ يوليو والعلاقة مع دمشق، إلى جانب عدد آخر من الوثائق البارزة.
الشأن العربي والإسلامي
في الموضوع العربي ضمّ الكتاب مجموعة متنوعة من الوثائق، غطّت أبرز المواقف العربية والإسلامية من الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية، وكان من بينها إعلان القمة العربية الثامنة عشرة التي انعقدت في الخرطوم وقراراتها، وقرار وزراء الخارجية العرب بكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين، وبيان منظمة المؤتمر الإسلامي الداعي لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتصريحاً لوزير الخارجية التركي آنذاك عبد الله غول حول التقائه بوفد حركة حماس في أنقرة، ومجموعة من الوثائق حول اتهام الحكومة الأردنية لحماس بتهريب السلاح إلى الأردن وردّ حماس عليها، إلى جانب المبادرة التي قدمتها قطر للقيادات الفلسطينية بشأن الحوار، ومواقف عدد من الدول العربية من الاقتتال الداخلي.
كما كان موضوع العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/ يوليو 2006 حاضراً في الوثائق، والتي غطّت مواقف حزب الله والحكومة الإسرائيلية عقب عملية “الوعد الصادق” وخلال فترة العدوان، إلى جانب مواقف كل من الحكومة اللبنانية والجامعة العربية والولايات المتحدة وغيرها من تلك الحرب.
الشأن الدولي
فيما يتعلق بالشأن الدولي كذلك، غطّت الوثائق التي أوردها الكتاب مواقف أهم الأطراف الدولية من أحداث الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة واللجنة الرباعية، إلى جانب عدد من الوثائق المختارة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي كان من ضمنها قائمة المتبرعين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين والإسهام الأمريكي فيها، وتقرير الأمين العام لوكالة الأمم المتحدة حول المساعدات الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، والشقّ المتعلق بـ”إسرائيل” والأراضي المحتلة في الملخص التنفيذي لتقرير الحرية الدينية لوزارة الخارجية الأمريكية، وغيرها من الوثائق.
– الكتاب متوفر للشراء، عبر: || || || ||
المزيد من سلسلةالوثائق الفلسطينية
أضف ردا