مدة القراءة: 4 دقائق

يقول رئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات الوضع النهائي، أحمد قريع، الذي ترأس الوفد الفلسطيني في مفاوضات أوسلو سنة 1993: “تعتبر المفاوضات في القانون الدولي العام إحدى الوسائل السلمية لحلّ النزاعات الدولية. ولعل أبرز قضية في الشرق الأوسط، كانت وما زالت تؤثر على الأمن والسلم الدوليين، هي قضية فلسطين التي ينزف جرحها كل يوم على يد الاحتلال الإسرائيلي وعلى يد الفلسطينيين أنفسهم” .

مهدت منظمة التحرير الفلسطينية لدخولها في عملية السلام في الشرق الأوسط، عندما أعلنت خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر في 12-15/11/1988 اعترافها رسمياً بالقرار 181 الصادر عن الأمم المتحدة في 29/11/1947، والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين؛ عربية ويهودية، واعترافها رسمياً بالقرار 242 الصادر عن الأمم المتحدة في 22/11/1967.


لتحميل الكتاب كاملاً، اضغط على الرابط التالي:

مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ما بين أنابوليس والقمة العربية في دمشق(78 صفحة، 845 KB)*


معلومات النشر:

– العنوان: تقرير معلومات (4): مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ما بين أنابوليس والقمة العربية في دمشق
– رئيس التحرير: د. محسن محمد صالح
– مدير التحرير: ربيع الدنّان
– تاريخ الصدور: الطبعة الأولى، 2008
– عدد الصفحات: 78 صفحة
– سعر النسخة الورقية: 2$
– ISBN: 978-9953-500-29-4
– الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات – بيروت

info-repo-4-Palestine-Israel_Negotiations

 – الكتاب متوفر للشراء، عبر: || || || ||


وبعد أن أوشك الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أن يقترب من تسوية مؤقتة بعد “اتفاق أوسلو”Oslo Accords، الذي تم التوقيع عليه في واشنطن في 13/9/1993، تلاشى هذا الأمل المكذوب، وتراجعت احتمالات السلام أمام حروب لا تنتهي من الجدل القائم على التاريخ وأسانيد القانون. وعلى الرغم من أن جوهر التسوية المجحفة أخذ في الاعتبار كل الأطماع الصهيونية في مقابل إهدار كامل للحقوق الفلسطينية كافة. فقد عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على إفراغ هذه التسوية من أي مضمون جدي، بعد أن تحقق لـ”إسرائيل” ما كانت تتطلع إليه من اعتراف فلسطيني بها.
وتتابع توقيع الاتفاقيات الإجرائية التنفيذية لـ”اتفاق أوسلو” فيما بعد، فكانت اتفاقات القاهرة في 4/5/1995، وطابا في 28/9/1995، والخليل في 15/1/1997، وواي ريفر في 23/10/1998، وشرم الشيخ في 4/9/1999. لكن المفاوضات المباشرة انقطعت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد فشل المفاوضات في كامب ديفيد في 12-25/7/2000، واندلاع انتفاضة الأقصى في 28/9/2000.وكغيره من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، حاول جورج بوش George Bush صعود المجد عبر سلم القضية الفلسطينية؛ فقد أعلن في 16/7/2007 دعوته إلى عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، في خريف العام 2007، وتشارك فيه “دول الجوار”. ويهدف المؤتمر إلى العمل باتجاه حلّ الدولتين وإحياء عملية السلام، وبناء دولة فلسطينية ذات حدود متصلة وقابلة للحياة وأن تتعامل هذه المفاوضات مع مسألة القدس ووضع اللاجئين .
لم يكن اقتراح بوش جديداً من حيث المحتوى، ولكنه جديد بالنسبة إلى مواقف إدارة بوش تجاه عقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق مسيرة المفاوضات والتسوية؛ فخلال السنوات السابقة تقدمت عدة دول بمبادرات لعقد مؤتمر دولي بهذا الصدد، ولكن إدارة بوش والحكومة الإسرائيلية كانتا ترفضانها رفضاً حاسماً. فما الذي استجدّ حتى يطرأ هذا التغيير؟
بداية، فشل الإدارة الأمريكية في تحقيق ما أسمته “الشرق الأوسط الكبير”، حيث أصبح النصر العسكري أشبه بالمستحيل فيما يتعلق بمأزق العراق الذي احتلته ولا تعرف كيف تخرج منه.
ويتجلى الإحباط أيضاً في لبنان، فالإخفاق جاء نتيجة فشل الجيش الإسرائيلي أمام حزب الله في عدوان تموز/ يوليو 2006، فبعد أن أعلنت كونداليزا رايس Condoleezza Rice في الأسبوع الأول من العدوان بأنه مخاض لولادة “الشرق الأوسط الجديد”، لم تعد إدارة بوش تأتي على ذكره بعد انتهاء العدوان.كما أن صمود الانتفاضة والمقاومة في فلسطين، والانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات منه، وفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، وفشل الحصار، وتوقيع اتفاق مكة، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأخيراً سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، كلها تعدّ من مظاهر فشل إدارة بوش.وهذا كله انعكس على الداخل الأمريكي، فموجة الاستياء الشعبي من قيادة بوش وسياساته في الشرق الأوسط تحولت إلى “تسونامي” في الانتخابات النصفية لمجلس الكونجرس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، عندما قرر الناخبون إعطاء الحزب الديموقراطي الغالبية.ومن جهة أخرى، حاولت إدارة بوش، بالتوافق مع “إسرائيل” استغلال حالة الانقسام الفلسطيني التي تبعت سيطرة حماس على القطاع؛ والقيام بعملية تفاوضية يكون فيها الرئيس عباس والفلسطينيون بشكل عام في أضعف حالاتهم، للضغط عليهم للحصول على أكبر قدر من التنازلات. كما كان عقد المؤتمر بمثابة إعادة “وضع الجزرة” أمام الفلسطينيين، لدعم التيار المؤيد للتسوية، ومحاولة إقناع الفلسطينيين بجدوى هذا المسار، في مقابل خطّ المقاومة الذي تتبناه حركة حماس. كما قد يعطي ذلك عباس الوقت الذي يحتاجه لتقوية نفوذه في الضفة الغربية، في الوقت الذي يتمّ فيه إضعاف حماس ومحاصرتها وضربها في الضفة والقطاع.


||  ||  ||  || مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 23/7/2008


 المزيد من تقارير المعلومات