عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الخميس 14/8/2014 حلقة نقاش في مقرّه في بيروت بعنوان “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانعكاساته المستقبلية”، تناول فيها العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتأثيراته وتداعياته على القضية الفلسطينية. وقد شارك في الحلقة، التي توزعت أعمالها على جلستين، نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني.
في البداية رحب د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة، بالحضور، واستعرض أبرز النقاط التي سيتناولها برنامج الحلقة. وقدم عرضاً موجزاً تضمن إحصاءات مهمّة حول الخسائر التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيراً في المقابل إلى أن معركة غزة 2014 مختلفة عن سابقاتها؛ حيث أبدعت فيها المقاومة عملياتٍ نوعيةٍ براً وجواً وبحراً، وألحقت بالكيان الإسرائيلي أضراراً اقتصادية وعسكرية، مما جعل حكومة بنيامين نتنياهو تواجه مأزقاً سياسياً بعد الفشل الذي مني به جيش الاحتلال في غزة. واستطاعت المقاومة ضرب المنظومة الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية.
وقد أشاد المشاركون بقدرة المقاومة على عزل نفسها عن الصراعات الإقليمية التي راهن عليها الكيان الإسرائيلي في عدوانه على غزة، والذي يُعدّ جزءاً من استراتيجية شاملة غرضها إعادة ترتيب المنطقة، بما في ذلك القضاء على “الإسلام السياسي”، غير أن الأمور سارت على عكس ذلك؛ فقد شكلت عمليات المقاومة النوعية وهزيمة الاحتلال رافعة للعمل الوطني وللمشروع الإسلامي. مشيرين إلى أن العدوان على غزة فضح أنظمة وأحزاباً عربية من خلال مواقفها المتخاذلة، وأظهر تواطئاً من عدد من القوى الكبرى. غير أن هذا العدوان وصمود المقاومة في وجهه أدى إلى توسيع دائرة التعاطف الدولي الشعبي والرسمي مع القضية الفلسطينية. بالإضافة إلى أن هذه المعركة أفشلت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وأسست لقواعد ونظريات قتال جديدة على غرار “اصمد والتحم” بدلاً من “اضرب واهرب”.
وفي السيناريوهات والحلول، شدد المشاركون على أهمية تحقيق إنجاز على المستوى السياسي كما على المستوى الميداني، من خلال المفاوضات التي تشهدها القاهرة للوصول إلى اتفاق تهدئة، ثمّ توحيد الجهود لإكمال المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وتأسيس رؤية فلسطينية مشتركة تتبنى خيار المقاومة وتعيد ترتيب حسابات المفاوض الفلسطيني.
وأشاروا إلى أن المرحلة الحالية من تاريخ القضية الفلسطينية شهدت نجاحاً فلسطينياً في التوافق بين المستوى العسكري والسياسي، حيث إن الوفد الفلسطيني في القاهرة مجمعٌ على عدم قبول نزع سلاح المقاومة. وحذروا من المماطلة والمناورة في المفاوضات لعدم تلبية مطالب المقاومة، مطالبين في هذا الإطار بالتمسك بمطالب الشعب الفلسطيني وعدم التنازل عنها، والاستمرار في تحقيق الإنجازات الميدانية، وتكريس الوحدة الوطنية، وتفعيل الحراك في الضفة الغربية والقدس.
وأكدوا على ضرورة الاستمرار في العمل لكسب الرأي العام الدولي، وتحريك الرأي العام الشعبي العربي والإسلامي، وجعل القضية الفلسطينية نقطة ارتكاز يتمحور حولها الجميع وألا تكون جزءاً من أي محور. وضرورة تحقيق إنجازات سريعة لتأمين صمود البيئة الحاضنة للمقاومة وإحياء فكرة المقاومة على أنها حق مشروع.
وأوصوا بإعادة هيكلة القيادة الفلسطينية، وترتيب الوضع في غزة بما يحمي سلاح المقاومة، وإعادة النظر في التنسيق الأمني مع الإسرائيليين في الضفة الغربية، والتوجه بسرعة ودون تردد إلى المؤسسات الدولية، وإعارة الانتباه للمتغيرات الإقليمية والدولية والاستفادة منها.
واتفق المشاركون على أن معركة غزة هي جولة تتلوها جولات في الصراع العربي الإسرائيلي. والسؤال الذي يطرح نفسه: “كيف سيكون الإعداد في المرحلة القادمة”؟.
وفي ختام حلقة النقاش، شكر د. محسن محمد صالح الحضور، منوهاً بما تمت مناقشته في الحلقة، مشيراً إلى أن الأداء المقاوم المتميز فرض واقعاً جديداً، يجب أن يستثمر في كسر الحصار، ورفع سقف العمل الوطني الفلسطيني، وإعداد بيئة إقليمية أفضل لخدمة القضية الفلسطينية.
للاطلاع على محضر حلقة نقاش، اضغط على الرابط التالي: >> محضر حلقة نقاش: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانعكاساته المستقبلية (23 صفحات، 292 KB)* |
>> محضر حلقة نقاش: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانعكاساته المستقبلية (نسخة نصيّة HTML)
* إذا كانت لديك مشكلة في فتح الملف، اضغط هنا
أضف ردا