يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم دراسة علميّة محكّمة للأستاذ يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية 2007-2014، بعنوان “الرؤية السياسية لحماس“، وهي واحدة من سلسلة دراسات علميّة محكّمة، تصدر عن المركز.
وتناقش هذه الدراسة رؤية حماس السياسية من خلال قضايا محددة وهي: الدين والدولة، والوطنية والعلمانية، الديمقراطية وسلطة الشعب، والتعددية السياسية، وحقوق الإنسان”، بغرض التعرف على موقف حماس النظري والعملي من هذه القضايا. وتعتمد الدراسة منهج الوصف التحليلي في مقاربة مفردات البحث.
ويسعد المركز أن يوفر الدراسة بصيغتي الـ Word والـ Pdf
– لتحميل الدراسة العلميّة المحكّمة، اضغط على الرابط التالي: >> دراسة علميّة محكّمة: الرؤية السياسية لحماس … أ.يوسف رزقة (42 صفحة، 2.1 MB) >> دراسة علميّة محكّمة: الرؤية السياسية لحماس … أ.يوسف رزقة (42 صفحة، 737 KB) |
دراسة علميّة محكّمة: الرؤية السياسية لحماس … أ.يوسف رزقة
مقدمة:
يناقش هذا البحث “رؤية حماس السياسية” من خلال قضايا محددة وهي “الدين والدولة، والوطنية والعلمانية، والديموقراطية وسلطة الشعب، والتعددية السياسية، وحقوق الإنسان”، بغرض التعرف على موقف حماس النظري والعملي من هذه القضايا، ويعتمد الباحث في مقاربته على المحددات الفكرية والسياسية التي تحدثت عنها وثائق حماس المكتوبة، أو تلك التي وردت في تصريحات قادة الحركة، مع الاستعانة بما قدمه الفكر السياسي الإسلامي في هذا المجال، وبالذات ما قدمته حركة “الإخوان المسلمون”. ويعتمد البحث منهج الوصف التحليلي في مقاربة مفردات البحث، دون الإغراق في التتبع التاريخي للمواقف والوقائع إلا عند الضرورة.
أولاً: في الفكر السياسي لحماس:
ثمة فرق بين “الفكر الإسلامي” و”الإسلام” نفسه. فالفكر الإسلامي هو صنعة المسلمين العقلية لتحقيق مصالح المجتمع، وخدمة المبادئ الدينية عامة. أما الإسلام فهو وحي، وسنن ثابتة. وبناء عليه، فإن الفكر قابل للتطوير والتغيير والتعدد في وجهات النظر، بحكم الواقع المتغير واختلاف المجتهدين، لذا فإن الالتزام بنتائج الفكر مرتبط باتساقه مع القواعد والأصول الإسلامية العامة .
إن إدراكنا للفرق آنف الذكر ضروري لفهم رؤية حماس الفكرية والسياسية في قضايا البحث التي تدور حول: الدين والدولة، والوطنية، والعلمانية، والديموقراطية، والتعددية، وحقوق الإنسان؛ وذلك على أساس أن هذه العناوين هي من مكونات الرؤية السياسية الفكرية، وعلى أساس أن الإسلام وضع في مجال السياسة أحكاماً عامة، هي مرجعية ملزمة حاكمة على التفاصيل التي يصطنعها المسلمون لإدارة شؤونهم وخدمة مصالحهم، بحسب مقتضيات ظروفهم الزمانية والمكانية والحضارية المتغيرة. ومن حقهم إقامة المؤسسات، واصطناع الآليات اللازمة لتحويل الأحكام العامة أو المبادئ الإسلامية العامة إلى أعمال منظمة بآليات ومؤسسات محددة. وهذا ما نطلق عليه الفكر السياسي لحماس.
حركة حماس حركة تحرر وطني فلسطينية ذات مرجعية إسلامية، وقد عرّفت نفسها في ميثاقها بأنها “حركة المقاومة الإسلامية. الإسلام منهجها، ومنه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها” . ومع أنها حركة مقاومة تعمل لتحرير الأرض والإنسان فهي “ليست مجموعة عسكرية بل حركة تحرر شامل… تعمل في مختلف المجالات والميادين، ولها أهدافها ورؤيتها السياسية، وهي حركة شعبية تعيش هموم شعبها في الداخل والخارج، وتدافع عن مصالحه وتعنى بخدمته” . وحددت صلتها بحركة الإخوان المسلمين، فقالت عن نفسها “بأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين” .
لا يبدو أن فكرة “الجناح” تتمتع بالدقة الكافية، لأنها قد تعني أن في فلسطين تنظيمين: الأول للإخوان، والآخر لحماس. والواقع ليس كذلك. ويبدو أن كلام أحمد ياسين، في “شاهد على العصر” أكثر دقة حيث قال: “نحن إخوان مسلمين… ونحن امتداد للإخوان في كلّ العالم” .
وبناء على ما تقدم يمكن أن نقول: إن مصادر فكر حماس السياسي تتشكل من: للمزيد
أضف ردا