مدة القراءة: 3 دقائق

يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم ورقة عمل أ. عبد الرحمن فرحانة، المتخصص في الشؤون الفلسطينية، والتي تحمل عنوان “مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء المصالحة الوطنية“.

وقد قدمت هذه الورقة في مؤتمر “مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء الحرب على قطاع غزة في صيف 2014″، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت في 27/11/2014.

ويسعد المركز أن يوفر هذه الورقة بصيغة الـ Pdf، والصفحات الأولى منها بصيغة الـ HTML

لتحميل ورقة عمل أ. عبد الرحمن فرحانة، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة عمل: مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء المصالحة الوطنية… أ. عبد الرحمن فرحانة (22 صفحة، 778 KB)*
>> الصفحات الأولى من ورقة العمل (نسخة نصيّة HTML)
* إذا كان لديك مشكلة في فتح الملف، اضغط هنا

 

 ورقة عمل: مستقبل المقاومة الفلسطينية في ضوء المصالحة الوطنية [1]… أ. عبد الرحمن فرحانة [2]

تمهيد:

مرت الكثير من حركات التحرر الوطني في التاريخ الحديث بحالات من التنافس وحتى الصراع الداخلي في أثناء مواجهتها للاحتلال الأجنبي.

وقد شهد التاريخ صوراً عديدة من العلاقة بين مكونات حركات التحرر الوطني المتباينة داخلياً؛ شملت أنواعاً شتى من الاحتواء والتعايش والتوافق، أو الائتلاف الوطني بصيغة الجبهة أو التحالف، وصوراً أخرى متطرفة بلغت حدّ الإقصاء والإزاحة لبعضها البعض. وظلّ توافر الحدّ الأدنى من التوحد الوطني مطلباً أساسياً لمناجزة الاحتلال ودحره.

وتبقى الصورة المثلى لأي احتلال خارجي أن تظل الحركة الوطنية للشعب المحتل في حالة من الصراع وحتى الاحتراب الداخلي لاستنزاف طاقاته ليضمن الاحتلال الأجنبي البقاء لنفسه.

ومنذ نشأة الحركة الوطنية الفلسطينية لم يكن الاستقطاب الوطني حالة فريدة، بل تجلى في محطات عديدة، منذ ثنائية الحسيني مقابل النشاشيبي ، ومروراً بتناقضات التيار القومي مع اليسار، وفتح مع منظمة التحرير – الشقيري، وجبهة الرفض مع التيار المؤيد لبرنامج النقاط العشر، إلى الثنائية الراهنة التي تتشكل منها الحركة الوطنية الحالية.

لكن المرحلة الحالية وصلت حداً عالياً من الاستقطاب، منحت الاحتلال فرصة استراتيجية كي يلتهم الأرض الفلسطينية بالمصادرة والاستيطان بالضفة الغربية، ويحاصر المقاومة في غزة، ويهود القدس والمسجد الأقصى بخطوات حثيثة، وعبر برامج غير مسبوقة.

وقد تجلَّت أكبر نجاحات الاحتلال عبر شقّ الصف الفلسطيني من خلال اتفاقية أوسلو إلى فريق تسوية وفريق آخر مقاوم. والأدهى أن الفريق الأول، بحجة تهيئة الظروف لإقامة الدولة الفلسطينية والالتزام بشروط التسوية، توسع في التنسيق الأمني مع الاحتلال، وسوّغ لنفسه مواجهة المقاومة المسلحة التي هي في الأصل المقابل الموضوعي للاحتلال، وعمل على مجابهتها بقسوة تحت مسمّى ناعم أسماه “التنسيق الأمني”؛ ووجدت السلطة في رام الله نفسها بعد عشرين سنة على اتفاقية أوسلو تتحول إلى كيان “وظيفي” يوفر لدولة العدو احتلالاً “ديلوكس” بحسب تعبير الصحافة العبرية.

وفي اللحظة الراهنة ومع تعطل مسار التسوية، ووضوح عدم جدية الدولة العبرية في الوصول إلى حلّ معقول لدى فريق التسوية، ومع بروز المقاومة كخيار منجز على الصعيد الوطني كما في آخر إنجازاتها في العدوان الأخير على غزة، والتفاف الشعب حول خيارها، فإن المنطق الوطني يدعو كافة الأطراف الفلسطينية لمراجعة شاملة للحالة الفلسطينية؛ بهدف الخروج من المأزق الوطني الحالي؛ عبر تحويل المصالحة إلى رافعة لإيجاد حالة توافق وطني بصورة تدفع لتوجيه بوصلة الصراع نحو الاحتلال، على قاعدة القواسم المشتركة.

تحاول هذه الورقة استقراء واقع المصالحة والمقاومة داخل المعادلة الفلسطينية القائمة في ظلّ استحضار للبيئتين الدولية والإقليمية، ورسم المسارات المحتملة لمستقبل المقاومة في ضوء برنامج المصالحة. ولأن المصالحة والمقاومة ركيزتان أساسيتان في بناء الوحدة الوطنية والكفاح الوطني، وباعتبارهما مطلباً وطنياً ملحاً؛ تقترح الورقة بعض التوصيات العامة الداعمة لواقع فلسطيني قادر على مواجهة الاحتلال في المرحلة المقبلة.

أولاً: البيئة الاستراتيجية المحيطة بالقضية الفلسطينية:

1. الأجندة الدولية المهيمنة:

القضية الفلسطينية في الأصل هي جوهر الصراع في المنطقة ومركز التحركات الدولية، بل إنها جذر معظم أزمات المنطقة ومشاكلها. ومن خلال التجربة التاريخية، فالقضية الفلسطينية مرهونة إلى حدّ كبير بالتحولات والتطورات الدولية، إذ إنها تتأثر بأي متغير دولي مهما كان بعيداً عن المسرح الإقليمي . وبالقراءة الفاحصة فما زال المعطى الأخير قائماً وفاعلاً، بينما انزوى المعطى الأول ظاهرياً إلى حدّ كبير. فالقضية ما انفكت تتأثر بالتطورات الدولية، لكنها لم تعد حالياً مركز الصراع والتحركات الدولية، مما يخدم الاستراتيجية الصهيونية.

وعلى الأغلب فإن التحولات الدولية الجارية ليست في صالح القضية الفلسطينية في المدى القريب. فالأجندة الدولية المهيمنة الحالية تشمل محاربة الإرهاب المتمثل فيما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش”، وكذلك محاولة السيطرة على تحولات الإقليم، في محاولة لتفكيكه وإعادة بنائه وفقاً للمصالح الدولية، وربما تقسيمه إلى فسيفساء إثنية فيما لو تدحرجت الأحداث الإقليمية…

الصفحات الأولى من ورقة العمل (نسخة نصيّة HTML)

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 3/2/2015