عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في مقره في بيروت حلقة نقاش حول “مستقبل الوجود الفلسطيني في لبنان”، وذلك يوم الخميس 29/10/2015، وقد شارك فيها نخبة من الباحثين والمتخصصين بالشأن الفلسطيني.
أدار حلقة النقاش مدير عام مركز الزيتونة الدكتور محسن محمد صالح، تم خلالها استعراض أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وما يعانونه من منع إعطائهم حقوقهم المدنية والإنسانية، ومدى انعكاس الأوضاع والتطورات الواقعة في البيئة المحلية، والإقليمية، والدولية، على الوجود الفلسطيني في لبنان، في ظل غياب المرجعية الفلسطينية الموحدة، وحالة اللامبالاة التي اتسمت بها معالجة ومقاربة الجانب اللبناني للمسألة الفلسطينية، واقتصار أو انحصار الرؤية اللبنانية لهذا الوجود ضمن الإطار الأمني، دونما إيلاء اهتمام للجانب الاجتماعي والإنساني والسياسي.
وأكدت مداخلات المشاركين على ضرورة صياغة رؤية وأجندة فلسطينية لبنانية موحدة هدفها حماية وتحصين الوجود الفلسطيني من ارتدادات وانعكاسات الأحداث الواقعة في المنطقة، والعمل على بلورة رؤية موحدة لمواجهة التحديات والمخاطر التي يواجهها الوجود الفلسطيني، وبناء ثقة متبادلة لبنانية فلسطينية مما يشكل شبكة أمان للطرفين. كما أكدت المداخلات على ضرورة أن تكون العلاقة بين الفلسطينيين واللبنانيين مضبوطة وفق قواعد وقوانين واضحة، تحت سقف حقوق الإنسان.
كما جرى التأكيد على ضرورة العمل فلسطينياً على تشكيل مرجعية موحدة تستطيع من خلالها مواكبة التطورات وعلاج المشكلات، مما يؤدي إلى إيجاد مناخ فلسطيني داخلي مطمئن يؤسس لمرحلة جديدة قائمة على خدمة الوجود الفلسطيني والحفاظ على القضية الفلسطينية وتحقيق حق العودة إلى فلسطين.
وفي موضوع استشراف مستقبل الوجود الفلسطيني في لبنان، تمّ عرض لسيناريوهات ممكن أن يسلكه الملف الفلسطيني في لبنان، السيناريو الأول فهو إمكانية أن ينفجر الوضع الأمني في المخيمات، بسبب الأوضاع الراهنة فيها، أو انعكاس اضطرابات البيئة المحلية اللبنانية عليه؛ مما يؤدي إلى انفجار الأوضاع والدخول في صراعات فلسطينية – فلسطينية أو فلسطينية لبنانية، ينتج عن ذلك موجة هجرة وتهجير جزء كبير من اللاجئين الفلسطينيين إلى الخارج، ودمار المخيمات الفلسطينية.
السيناريو الثاني وهو إمكانية حصول توافق لبناني فلسطيني على إعطاء الحقوق الإنسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً الحق في العمل، واستيعاب سوق العمل اللبناني لليد العاملة الفلسطينية بمقدار قدرته الاستيعابية، مما يؤدي إلى تحسن أوضاع اللاجئين ما ينعكس إيجاباً على الحالة الفلسطينية وتقليل مخاطر الانجرار نحو أجندات خارجية أو داخلية غير وطنية.
أما السيناريو الثالث وهو انعكاس الأحداث والتطورات القائمة في المنطقة على الوضع في لبنان، بحيث تكون البيئين الفلسطينية واللبنانية غير قادرتين على مواجهة تداعيات هذه الأحداث؛ مما يؤثر سلباً على الوضع الفلسطيني في لبنان وخصوصاً المخيمات الفلسطينية؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى توطين جزء من الفلسطينيين وتهجير الجزء الآخر، مما يؤثر سلباً على قضية اللاجئين وحق العودة.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 30/10/2015
أضف ردا