يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم مداخلة د. ماهر الطاهر، مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حول ”الوضع الفلسطيني الداخلي: التطورات والمسارات المحتملة“.
وقد قدمت هذه المداخلة في مؤتمر ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015 – تقدير استراتيجي 2016“، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت في 11/2/2016.
في البداية أتقدم بالشكر لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ومديره العام الدكتور محسن محمد صالح للمبادرة بعقد هذه الندوة المهمة خصوصاً في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمر بها قضية فلسطين.
في إطار تقييم الوضع الداخلي الفلسطيني لسنة 2015 والآفاق المحتملة لسنة 2016، لدي الملاحظات والنقاط الأساسية التالية:
– لا يمكن باعتقادي مناقشة وضع قضية فلسطين بمعزل عن الأوضاع العربية المحيطة بشكل خاص والأوضاع الإقليمية والدولية بشكل عام. كذلك لا يمكن مناقشة الوضع الفلسطيني بمعزل عن العامل الإسرائيلي.
– لن أدخل في تقييم وتشخيص هذه العوامل الأساسية وانعكاساتها على الواقع الفلسطيني، لأن الجلسة الثانية والثالثة لهذا الملتقى ستتناول هذه المحاور، لكنني أود التأكيد أن الواقع العربي المحيط بقضية فلسطين يمر بظروف وتطورات غير مسبوقة وبالغة التعقيد على المستويين الرسمي والشعبي؛ فالوطن العربي يحترق، والعديد من بلدانه تتمزق في أتون حروب داخلية طاحنة، حيث تمّ حرف الصراع في المنطقة عن بوصلته الحقيقية ليتجه نحو صراعات طائفية ومذهبية قاتلة، وكل هذا ينعكس بصورة سلبية خطيرة على القضية الفلسطينية ومستقبلها.
– سأتناول بعض النقاط الأساسية والمحطات الرئيسية في تقييم الوضع الداخلي الفلسطيني لسنة 2015 والآفاق المحتملة لسنة 2016.
أولاً: تواجه الساحة الفلسطينية بمختلف قواها أزمة عميقة وشاملة تمس مختلف جوانب العمل الوطني فكرياً وسياسياً، تنظيمياً وكفاحياً، أزمة سياسة وأزمة على الصعيد العسكري وأزمة رؤية وفقدان لاستراتيجية عمل واضحة ومحددة على جميع الأصعدة والمستويات.
فقد ترسخ الانقسام الداخلي وفاقم من الأزمة، ولم تنجح كل المحاولات لإنهاء هذا الانقسام وطيّ صفحته على الرغم من كل الاتفاقات الجماعية والثنائية التي تمّ التوصل إليها، فلم يتم تطبيق اتفاق القاهرة الذي وقعته جميع الفصائل الفلسطينية، ولم يتم حتى التخفيف من حدة هذا الانقسام، بل هناك خشية حقيقية من ترسيخ الواقع القائم.
ففي ظلّ وجود “سلطتين” على الأرض واقعياً، لكل منهما جهاز أمني ومؤسسات وموظفين، قد أوجد بنى ومصالح اقتصادية – اجتماعية وحسابات لم تكن موجودة في مرحلة الخلافات والتباينات السياسية التي كانت قائمة ضمن إطار فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. لذلك فإن المشهد الفلسطيني خلال السنة المنصرمة اتسم باستمرار تغليب التناقضات الداخلية والصراع على السلطة على حساب التناقض الرئيسي مع الاحتلال. وحتى بعد اندلاع الانتفاضة الباسلة في الثلث الأخير من سنة 2015، والتي كان من الواجب أن تشكل الفرصة الذهبية المناسبة للإنهاء الفوري للانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، فإن ذلك لم يحصل…. المزيد
– لتحميل المداخلة، اضغط على الرابط التالي: |
>> مداخلة: الوضع الفلسطيني الداخلي: التطورات والمسارات المحتملة … د. ماهر الطاهر (11 صفحة، 2.7 MB) |
>> مداخلة: الوضع الفلسطيني الداخلي: التطورات والمسارات المحتملة … د. ماهر الطاهر (11 صفحة، 495 KB) |
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 19/4/2016
أضف ردا