مدة القراءة: 3 دقائق

Intervention_Talal-Atrissi_4-16_Conf_PIEA_2016يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم مداخلة للأستاذ الدكتور طلال عتريسي، حول ”إيران والقضية الفلسطينية : التطورات والمسارات المحتملة“.

وقد قدمت هذه المداخلة في مؤتمر ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015 – تقدير استراتيجي 2016“، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت في 11/2/2016.


مقدمة:

استمر انشغال العالم الإسلامي طوال سنتي 2014–2915 بالأزمات المشتعلة التي اندلعت قبل بضع سنوات في أكثر من بلد من البلدان العربية مثل ليبيا، والبحرين، وسورية، واليمن، والعراق. ومع استمرار العنف والتقاتل والفوضى وعدم التوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات، ارتفع مستوى التوتر بين الدول العربية نفسها من جهة، وبينها وبين بعض الدول الإقليمية مثل إيران وتركيا من جهة ثانية، ما أدى إلى تراجع الاهتمام السياسي والإعلامي بقضية فلسطين، خصوصاً وأن هذه القضية لم تشهد أيّ تقدم لا على مستوى المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية ولا على مستوى المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، ولم يحصل أيّ تقدم في مشروع حلّ الدولتين الذي عولت عليه قيادة السلطة الفلسطينية، وهيئات دولية عدة.

أسهم الاتفاق الإيراني الغربي على البرنامج النووي الإيراني في مزيد من التركيز والاهتمام الإقليمي والدولي بهذه القضية التي استمر التفاوض حولها نحو 12 عاماً. ولذا حظي هذا الاتفاق باهتمام إعلامي وسياسي غير مسبوق طوال فترة 2014–2015، تارة لمعرفة تداعياته على موازين القوى الإقليمية، وطوراً لقراءة تأثيراته على سياسات إيران الخارجية وعلى مواقفها من قضايا المنطقة ومنها موقفها من “إسرائيل” ومن القضية الفلسطينية.

إلا أن اندلاع “انتفاضة السكاكين” المفاجئة قبل أشهر من نهاية سنة 2015، أعاد تسليط الضوء والاهتمام على ما يجري في فلسطين المحتلة، وعلى بطولات الشعب الفلسطيني الذي ينهض في كل مرة ليؤكد قدرته على المبادرة على الرغم من تراجع الوضع العربي، ومن واقع الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني.

كان من الطبيعي أن تنشغل إيران وقواها وتياراتها السياسية (إصلاحيين ومحافظين) بتداعيات الاتفاق النووي الذي وقعته مع الغرب. وقد انقسمت هذه القوى بين مؤيد ومتحفظ. كما أطلق مرشد الثورة أكثر من مرة في مناسبات عدة مواقف حول هذا الاتفاق وحول إيجابياته وسلبياته المتوقعة على أوضاع إيران الاقتصادية والسياسية والثقافية. ومن المعلوم أن “إسرائيل” كانت من أشد المعارضين لهذا الاتفاق، الذي عدَّه بنيامين نتنياهو “خطأ تاريخياً” خلافاً لرأي أوباما الذي قال عنه بأنه كان “إنجازاً تاريخياً”.

وقد رفعت “إسرائيل” بعد هذا الاتفاق من وتيرة إطلاق التهديدات ضدّ إيران، وكررت استعدادها وجاهزيتها لتدمير منشآت إيران النووية… في مقابل ذلك استمرت إيران بتأكيد مواقفها من عدم شرعية هذا الكيان من جهة، وبإجراء المناورات واستعراض قدراتها العسكرية، وإطلاق التهديدات ضدّ هذا الكيان خصوصاً “إذا فكر في مهاجمة إيران”، كما قال الرئيس روحاني على سبيل المثال في معرض إجابته عن سؤال ماذا سيكون الرد الإيراني حيال اعتداء إسرائيلي محتمل ضدّ المنشآت النووية الإيرانية، أجاب “إن الكيان الصهيوني لن يقوم بهذا العمل لأنه يدرك جيداً ما الرد الإيراني الذي سيتلقاه، وما القدرات التي تحظى بها إيران…” وأكد روحاني أن أي عمل جنوني أو أي حماقة ترتكبها تل أبيب ضدّ إيران ستتلقى عليه رداً “موجعاً يجعلها تندم على فعلتها هذه” .

كما استمر النقاش والتداول في علاقة إيران مع حركة حماس بعد البرودة التي شهدتها هذه العلاقة بسبب الأزمة في سورية، وكان من الملاحظ حرص الطرفين على التأكيد على عدم القطيعة بينهما، في الوقت الذي شهدت فيه سنة 2015 تقدماً نسبياً على هذا الصعيد بعد زيارتين لوفد من حركة حماس إلى العاصمة الإيرانية. لكن هذا التقدم لم يترجم بعودة العلاقات إلى سابق عهدها من التعاون أو من الدعم.

من جهة أخرى استمرت المواقف الإيرانية في الرد على التهديدات الإسرائيلية وفي وصف ما تقوم به “إسرائيل” تجاه الشعب الفلسطيني بالإرهاب كما قال أكثر من مرة مرشد الثورة بعد “انتفاضة السكاكين”.

لتحميل المداخلة، اضغط على الرابط التالي:

>> مداخلة: إيران والقضية الفلسطينية: التطورات والمسارات المحتملة … أ. د. طلال عتريسي Word (13 صفحة، 1.7 MB)

>> مداخلة: إيران والقضية الفلسطينية: التطورات والمسارات المحتملة … أ. د. طلال عتريسي (13 صفحة، 444 KB)

 

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2/6/2016


>> للمزيد حول “مؤتمر: قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015 – تقدير استراتيجي 2016”: اضغط هنا