يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم مداخلة الأستاذ وليد محمد علي، حول ”الرؤية الروسية لمستقبل المنطقة“.
وقد قدمت هذه المداخلة في حلقة نقاش ”مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم“، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في بيروت، في 26/5/2016.
– لتحميل المداخلة، اضغط على الرابط التالي: |
>> مداخلة: الرؤية الروسية لمستقبل المنطقة … وليد محمد علي (9 صفحات، 1.8 MB) |
>> مداخلة: الرؤية الروسية لمستقبل المنطقة … وليد محمد علي (9 صفحات، 887 KB) |
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 27/10/2016
مداخلة: الرؤية الروسية لمستقبل المنطقة … وليد محمد علي
أسجل ابتداءً أنني ممن يرون أن الاسم الطبيعي لمنطقتنا هو الوطن العربي ومحيطه الإسلامي، إلا أنني سأستخدم بتحفظ مصطلح “الشرق الأوسط” فيما سأقدم أمامكم.
كما سأسعى جادً لإخراج ما سأطرح حول الرؤية الروسية للشرق الأوسط، عن التبسيط المتأثر سلباً أو إيجاباً بالموقف من الأزمة السورية والدور الروسي فيها. فالدور الروسي في سورية لا يعدو حجر الزاوية في الرؤية الروسية للشرق الأوسط ودوره في بناء عالَم جيو-سياسي جديد؛ يفرض على الولايات المتحدة ووكلائها القبول بتشكيل نظام عالمي تشارك روسيا في إدارته؛ وهذا ما أشار إليه بوتين عندما قال: “دمشق هي المفتاح لعهدٍ جديد”.
ينطلق جلّ الروس في النظرة إلى بلادهم، كما إلى نفوذها ودورها العالمي، على أنها قوة عظمى تعرضت للتآمر، والإضعاف والإرباك جراء تفكك الاتحاد السوفياتي، وأن مصلحة بلادهم تستدعي العمل لاستعادة دورها ونفوذها كـ”قوة عظمى”. لذا نجد أنهم قد التفوا بسرعة وقوة حول مشروع/ رؤية بوتين لاستعادة هذا الدور وتفعيله، ونظروا إليه كمشروع واقعي ينسجم مع قدرات ومصالح روسيا العظمى، القادرة على إعادة التوازن وفرض الشراكة مع الولايات المتحدة على الصعيد العالمي؛ اعتماداً على مساحة جغرافية كبيرة، وجيش قوي مع ترسانة نووية كبرى، وثروات طبيعية ضخمة.
ويمكن التأريخ لانطلاق العمل لاستعادة هذا الموقع وهذا الدور (روسيا العظمى)، بلحظة إعلان “انفصال كوسوفو عن صربيا”. فبعد ذلك الإعلان، جاء تحديد الرئيس الروسي —آنذاك— ميدفيديف للسياسة الخارجية الروسية بخمسة مبادئ: أولوية القانون الدولي، والتعددية القطبية في العالم، وإبعاد روسيا عن الأزمات والعزلة، وحماية المواطنين الروس أينما وجدوا، واعتراف روسيا بوجود مناطق امتياز تابعة لها في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط.
وقد جاء هذا الموقف الحاسم، بعد أن تبلورت لدى القيادة الروسية قناعة مفادها: “أن الغرب لن يتقبل دور روسيا كقوة عظمى ولا الاعتراف بمصالحها الدولية إلا إذا جرى فرض ذلك عن طريق التأثير في موازين القوى”.
وكانت الفرصة الذهبية لفرض الدور الروسي عبر البوابة السورية؛ فعلى الرغم من أن روسيا لم تستعد بعد قوتها وموقعها الدولي كـ”قوة عظمى”؛ إلا أن الرئيس بوتين وجد في تطورات الوضع في سورية؛ وفي معطيات اللحظة الدولية ما يساعده على استعادة هذا الدور. فالولايات المتحدة وتحت ضغط التطورات في المحيط الباسيفيكي، باتت مجبرة على تخفيف درجة وجودها في الشرق الأوسط، الذي تتزايد فيه التحديات، جراء ازدياد فعالية القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية، وخروج حالة الفوضى التي أسهمت أمريكا في صناعتها عن نطاق الضبط ناهيك عن السيطرة؛ ما شكّل معادلة حساسة عجزت الولايات المتحدة عن حلها.
معادلة حساسة، وجد فيها القيصر الروسي بوتين بما يتوفر لديه من معطيات وقدرات “اللحظة/ الفرصة التاريخية” المناسبة التي ستمكنه من فرض دوره كشريك دولي للولايات المتحدة، دون الصدام العنيف معها، فهي لحظة حساسة؛ جعلت الولايات المتحدة بحاجة لـ”دور روسي” مساعد في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيفرض عليها، تخفيف الضغوط على روسيا، والتغاضي عن دورها المتنامي في الشرق الأوسط كقوة عظمى، فاغتنم بوتين الفرصة وكان ما كان… للمزيد
>> للمزيد حول حلقة نقاش ”مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم“: اضغط هنا
أضف ردا