يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن يقدم مداخلة الأستاذ محمود حيدر، حول ”سايكس بيكو راهناً: الجيو-بوليتيك العربي الإسلامي في مدار التآكل“.
وقد قدمت هذه المداخلة في في حلقة نقاش ”مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم“، الذي أقامه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في بيروت، في 26/5/2016.
– لتحميل المداخلة، اضغط على الرابط التالي: |
>> مداخلة: سايكس بيكو راهناً: الجيو-بوليتيك العربي الإسلامي في مدار التآكل … أ. محمود حيدر (8 صفحات، 5.8 MB) |
>> مداخلة: سايكس بيكو راهناً: الجيو-بوليتيك العربي الإسلامي في مدار التآكل … أ. محمود حيدر (8 صفحات، 690 KB) |
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 20/2/2017
مداخلة: سايكس بيكو راهناً: الجيو-بوليتيك العربي الإسلامي في مدار التآكل … أ. محمود حيدر
تتوخى هذه الأملية الإحاطة الإجمالية بالتحولات التي أطلقتها اتفاقية سايكس بيكو سحابة مئة عام على الجغرافيا العربية المشرقية والآثار المترتبة عليها راهناً. ولقد كان عليّ -تبعاً لذلك- أن أقارب الاتفاقية من وجهين متلازمين: أولاً، بوصفها حادثاً تاريخياً فتح على زمن وختم على آخر، وثانياً بما هي أطروحة مؤسّسة لثقافة سياسية حكمت وعي نخب الأمة وجماهيرها على امتداد أجيال متعاقبة.
من جهة كونها حادثاً تاريخياً فقد شكلت منظومة سايكس بيكو لحظة انتقال تاريخي من حيِّز ما اصطلح عليه بالوطن الإسلامي تحت رعاية الدولة العثمانية المترامية الأطراف، إلى حيِّز مغاير أملته رغبات ومصالح الإمبرياليات الصاعدة للحداثة الغربية. كانت الحصيلة أن جرى تحويل الوطن الواحد إلى رهطٍ من الأوطان، وصارت الحدود فيما بينها أشبه بـ”جُدُر مقدسة”، أطلقت منازعات وحروباً وفتن لا تني تداعياتها تعصف بتلك الأوطان من كل جانب.
وأما من جهة كونها أطروحة في الثقافة السياسية التاريخية، فقد أنشأت سايكس بيكو حقلاً خصباً لولادة الأسئلة الكبرى حول ماهية وهوية وثقافات الدول الناشئة ومستقبل شعوبها.
سايكس بيكو كحادث وأطروحة معاً هو في الناتج العام هندسة جيو-سياسية وثقافية وأمنية أنجزتها إمبرياليتا الحداثة الفرنسية والبريطانية في مطلع القرن العشرين. لتفتح بذلك بداية التاريخ الجديد في شبه القارة العربية – الإسلامية.
1. الجيو-بوليتيك العربي في مقام التوصيف:
صورة الجيو-بوليتيك العربي الإسلامي اليوم، ولا سيّما في ناحيته المشرقية، هي امتداد للصورة الأصلية قبل مئة عام. فإنها لا تفارقها إلا في تقنيات الظهور والتظهير. قد يقول قائل إن توصيفاً كهذا قد ينقل إلى الأذهان انطباعاً مؤداه: أن تبديلاً جوهرياً فيما انعقدت عليه هندسة سايكس بيكو بات لا وجوب له ما دام كل حدث يجري الآن لا يناقض الحادث المؤسِّس ولا ينفيه.
قد يكون لهذا التوصيف حظّ من الصواب لو انتأينا قليلاً من زحام التحولات الذي يطوي المنطقة تحت أجنحته الدموية منذ سنة 2011.
حالئذ سوف يظهر لنا وصلٌ جوهريٌ بين منطق سايكس بيكو في بدايات القرن العشرين، وما ينبني عليه المشهد المتمادي في مستهل القرن الحادي والعشرين. فالحاصل هو أدنى إلى الاستئناف المتجدد لهذا المنطق. حتى ما يمكن أن نصطلح عليه بـ”الجيولوجيا السياسية” الأمنية التي تعصف بالمنطقة منذ نحو ستة أعوام، فإنها لا تخرج عن هذا الفضاء الممتد.
ما عُرف بربيع العرب كان أدنى إلى ثورات وثورات مضادة، وحروب أهلية تغذيها محاور إقليمية ودولية… وكل ذلك يروح يتوغل في منازل الجيو-بوليتيك العربي على نحوين متوازيين:
النحو الأول: اضطراب في التحول الداخلي، أدى إلى وضع الجيو-بوليتيك السياسي والاجتماعي العربي أمام حدّين سالبين: حدّ الاستغراق في الفوضى والعنف… وحدّ المصادرة والاحتواء. وهو ما ألفيناه جلياً في اختبارات مصر وتونس واليمن وليبيا، إضافة إلى سورية ولو بوقائع وصور متباينة… للمزيد
>> للمزيد حول حلقة نقاش ”مئة عام على سايكس بيكو: خرائط جديدة ترسم“: اضغط هنا
أضف ردا