قدّم أ. د. محسن محمد صالح يوم الخميس في 2021/6/10 ورقة بعنوان “المستقبل الفلسطيني إلى أين؟، ما العمل؟” في الجلسة الرابعة من مؤتمر “ما بعد المواجهة: المستقبل الفلسطيني إلى أين؟”، الذي نظمه معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، التابع لجامعة بيرزيت في فلسطين المحتلة خلال الفترة 7-10 /2021/6. وشارك في الجلسة التي أدارها د. غسان الخطيب، كلٌّ من السياسي والكاتب نبيل عمرو، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة، وأستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة بيرزيت د. علي الجرباوي.
في بداية ورقته، قدم أ. د. محسن محمد صالح ملاحظتان الأولى أنه قد تمّ تركيب الوضع الفلسطيني وتطويعه بعد أوسلو بطريقة تناسب الاحتلال ولا تتناسب مع مشروع التحرير، والثانية أن التجربة أثبتت أن القيادة الفلسطينية الحالية، أي قيادة فتح برئاسة عباس، غير جادة في المضي في أي عملية لإصلاح البيت الداخلي الفلسطيني إلى نهايتها، وغير جادة في أي عملية تنتقص من هيمنتها على منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة، مهما كانت نزيهة وديموقراطية وشفافة.
ثم قام بتعريف المرحلة التي تعيشها القضية قائلاً “إننا شعب تحت الاحتلال، وإننا في مرحلة نضال وتحرر وطني”. وبالتالي فنحن الآن في مرحلة اشتباك وصدام مع الاحتلال، أي في صراع على الهوية، والأرض، والإنسان، والمستقبل.
وفي إطار إجابة سؤال ما العمل، قال أ. د. محسن محمد صالح “إن المطلوب هو إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني بما يتناسب مع مشروع التحرير واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ضمن بنية مؤسسة فعالة، بأبعادها العربية والإسلامية والإنسانية”. وذلك يستدعي تغيير البيئة السياسية والمؤسسية إلى بيئة قرار سياسي سليم، وبيئة عمل مؤسسي تشريعي وتنفيذي سليم، ومتناسب مع مشروع التحرير. وهذه البيئة تكون في حالة صدام واشتباك في الداخل، وبُنى مؤسسية متكيفة مع مواجهة الاحتلال، وبُنى ذات طبيعة دينامية ثورية في الخارج، فعّالة، قليلة التكاليف، غير مثقلة بالبيروقراطية.
ثم عرض أ. د. محسن محمد صالح برنامج عمل من ست نقاط تتضمن: إيجاد قيادة انتقالية فلسطينية، وأن تكون الأولوية لإعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل جبهة وطنية واسعة تضغط باتجاه التغيير وتدفع القيادة الحالية لإفساح المجال للتغيير الديموقراطي، وتفعيل الأطر الشعبية والاتحادات النقابية، وتجديد بناها المؤسسية، والتوافق على برنامج سياسي. وأشار إلى ضرورة الانتباه إلى التدرج الجاد المنهجي، وإلى إيجاد إطار توافقي دينامي فعال، وليس إطاراً تعطيلياً، وأكد على أهمية دور الشباب والمرأة، وعلى تطوير أساليب ومعايير العمل في البيئة العربية والإسلامية والدولية، وعلى الاستفادة من الكفاءات والمستقلين، وعلى تطوير الأداء في مواجهة الكيان الصهيوني.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 11/6/2021
أضف ردا