عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات – بيروت حلقة نقاش عبر نظام مؤتمرات الفيديو، تحت عنوان “خيارات خط المقاومة في الخروج من المأزق الفلسطيني”، وذلك يوم الأربعاء 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2021. وشارك في الحلقة، على مدى جلستين، مجموعة من الباحثين والخبراء المتخصصين في الشأن الفلسطيني.
افتتح مدير مركز الزيتونة الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح حلقة النقاش، الذي رحَّب بالحضور، ورأى أن القضية الفلسطينية تعاني من عدة أزمات منها أزمة قيادة، وأزمة مؤسسات، وأزمة تعارض مسار المقاومة مع مسار التسوية، كما تعاني من أزمة وجود غطاء قوى كبرى تحمي الاحتلال، ومن ضعف البيئة العربية والإسلامية الحاضنة للقضية، وكلها تنعكس بشكل أو بآخر في البيئة الفلسطينية. وأشار إلى معركة سيف القدس، التي أدت إلى تصدّر المقاومة للمشهد الفلسطيني، والتفاف الشعب الفلسطيني، كما أشار إلى تعطيل قيادة منظمة التحرير (قيادة السلطة الفلسطينية/ قيادة فتح) للانتخابات ومسار المصالحة الفلسطينية، والذي أدى إلى حالة غضب وإحباط شديد في الساحة الفلسطينية، والسعي العربي والدولي (وحتى الإسرائيلي) لإعادة تأهيلها، مع السعي لإفراغ انتصار المقاومة من محتواه، وإشغالها بفك الحصار عن القطاع وإعادة الإعمار.
وقد تمّ عرض عدة سيناريوهات مستقبلية (قريبة ومتوسطة) للوضع الفلسطيني، منها: إنهاء الانقسام، وإنجاز اتفاق مصالحة وتوافق وطني، والعودة إلى المسار الانتخابي. وسيناريو البقاء على الوضع الراهن أي الجمود واستمرار حالة الانقسام والاشتباك السياسي، وتعطيل المسار الانتخابي. وسيناريو نجاح التوجّه الإقليمي والدولي في إعادة تأهيل السلطة وتعزيز مكانتها في المعادلة الفلسطينية، وإضعاف حركة حماس وقوى المقاومة. وسيناريو نجاح قوى المقاومة في تشكيل مرجعية وطنية بديلة أو إطار تنسيقي وطني يتبنّى خيار المقاومة. وسيناريو انهيار شعبية السلطة بصورة تدريجية متسارعة، ودخولها في صدام مع الحالة الشعبية وهو ما يفقدها زمام السيطرة على الأرض وعلى الوضع السياسي؛ وغيرها من السيناريوهات.
وقد كان سيناريو الجمود أو بقاء الوضع الراهن هو السيناريو الأرجح في ظلّ المعطيات وتوجهات الأطراف الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية المطروحة؛ مع وجود فرص لتعزيز سيناريو تشكيل اصطفاف وطني يدعم خط المقاومة، ويدفع باتجاه تغيير في البنية المؤسسية الرسمية الفلسطينية.
كما طرح المتحدثون أولويات وفرص متاحة للتقدم في القضية الفلسطينية؛ ومنها تجاوز حالة الخلاف الداخلي والتي تستنزف الجهد في إدارة الأزمة الداخلية، وبلورة رؤية توافقية طموحة وواقعية، لتطوير الأداء في الضفة والقطاع وأراضي الـ 48 والشتات، ومراكمة إنجازات المقاومة، وتطوير أدائها، وتوسيع دائرة التحالفات الوطنية، ومواصلة الجهد لتشكيل تيار وطني مقاوم، يشكل حالة وطنية تنسيقية، والتحرك عربياً وإسلامياً، على المستوى الشعبي وعلى مستوى القوى السياسية لبلورة وتأطير تيار عربي إسلامي داعم مشروع المقاومة وتحرير فلسطين، وبذل الجهد الحثيث لتطوير منظومة العلاقات الإقليمية والدولية… وغيرها.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2021/10/7
أضف ردا