ألقى أ. د. محسن صالح كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لرحيل المُفكّر الإسلامي الداعية الدكتور فتحي يكن رحمه الله، في الاحتفالية التي نظمتها جامعة الجنان في مسرح الجامعة، بطرابلس بعنوان: “القُدس وفلسطين في فكر الداعية فتحي يكن” بمشاركة حشد من العلماء، والفعاليات السياسية، والفكرية، والثقافية، والأكاديمية، والاجتماعية.
وقال الدكتور محسن صالح في كلمته أن مئات الآلاف تتلمذوا على يد الشيخ فتحي يكن في عشرات الأقطار، وجيل الصحوة الإسلامية خصوصاً في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين تتلمذ على كتبه، التي زادت عن 35 كتاباً، والتي كانت جزءاً أساسياً في مناهج التربية لدى الحركات الإسلامية بما فيها فلسطين، وبالتالي فهي له صدقات جارية لأثره على كل العالم الإسلامي.
وأضاف الدكتور صالح أن الشيخ فتحي يكن لَعِبَ دوراً مؤثراً كبيراً في العمل للقدس وفلسطين منذ أن كان عضواً في عباد الرحمن، وأميناً عاماً للجماعة الإسلامية خلال الفترة 1964-1992، ومنذ أن كان هناك ركنٌ لفلسطين في إذاعة لبنان الحر سنة 1958، ومنذ أن تعرَّف الناس في العالم الإسلامي على كتاباته في مجلة المجتمع (1958-1963)، وكذلك مجلة الشهاب (1966-1975)، بالإضافة إلى كتبه الأخرى.
وأشار د. محسن صالح إلى دور الشيخ فتحي يكن في القضية الفلسطينية، من خلال دوره في الجماعة الإسلامية في استيعاب المخيمات الفلسطينية، وفي رعاية العمل الإسلامي لفلسطين في لبنان من خلال العمل الدعوي والإغاثي والخيري الذي انتشر وسط المخيمات الفلسطينية، ومن خلال التوعية السياسية والأبعاد الثقافية، وأيضاً من خلال البُعد المقاوم في الدفاع عن المخيمات وعزتها وكرامتها، ومن خلال الدور الجهادي الذي خاضه من خلال قوات المجاهدين (1976-1982)، التي حرصت على النأي عن الحرب الداخلية، وحرصت على الدفاع عن النفس فقط، والتركيز على العدو الصهيوني، ومن خلال الدور الريادي الفعّال لقوات الفجر التي فجَّرت المقاومة الإسلامية في لبنان في آب/ أغسطس 1982.
واختصر الدكتور محسن صالح رؤية الشيخ فتحي يكن رحمه الله فيما يتعلق بقضية فلسطين بعشرة نقاط، هي:
1. فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، ومن الواجب العمل الجاد لتحريرها وإقامة حكم الإسلام فيها، وعودة أهلها إلى أرضهم التي أُخرجوا منها.
2. الجهاد ونهج المقاومة الإسلامية هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، فالجهاد هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني.
3. في الجانب التربوي؛ الإسلام هو دعوة جهادية، والجماعة المسلمة هي حركة جهادية، وبالتالي يجب تأصيل الروح الجهادية لدى الفرد والجماعة.
4. تحرير فلسطين يؤدي إلى زوال العقبة الكؤود (المتمثلة في المشروع الصهيوني) والتي كانت تحول دون وصول الإسلام إلى مواقع القرار وأجهزة الحكم ومراكز القيادة في العالم الإسلامي.
5. رفض مسار التسوية، والحلول الاستسلامية، ورفض التنازل عن أي جزء من فلسطين؛ فقد رفض الشيخ فتحي يكن اتفاقية كامب ديفيد، وأيار 1983، ومدريد، وأوسلو، ووادي عربة وغيرها، وكان من أوائل العلماء الذين شاركوا في الفتوى الشهيرة التي صدرت سنة 1989 بتحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين.
6. قضية فلسطين قضية أجيال لا تنتهي إلا بتحرير كل فلسطين.
7. دور العلماء في الجهاد وضرورة تقديمهم النموذج أمام أمتهم وشعوبهم، وأن يتقدّموا الصفوف لأداء هذه المهمة.
8. مسؤولية الأنظمة العربية جمعاء عما آلت إليه قضية فلسطين، بسبب تخليها عن الإسلام، وتخليها عن المقاومة وعن الشعب الفلسطيني.
9. عدم الثقة بالغرب والأمريكان وبوعودهم، وعدم الاعتماد عليهم في مسارات التسوية وحلّ الدولتين وغيرها.
10. عدم المراهنة على الأمم المتحدة وقراراتها في تحقيق الأهداف، وتحرير فلسطين.
وقال الدكتور محسن صالح إن الشيخ فتحي يكن أكّد على المضامين الأساسية بأن فلسطين هي الموحِّدة والجامعة للأمة، وهي الرافعة لمن يرفعها والخافضة لمن يخذلها، وهي البوصلة التي تجمع الناس على قضية واحدة.
وقد تضمنت الاحتفالية كلمة لسماحة مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ مالك الشعار، وكلمة لسماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وكلمة لرئيس أساقفة سبسطيّة للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنّا، وكلمة مشيخة العقل لطائفة الموحّدين الدروز ألقاها البروفيسور صالح زهر الدين، وكلمة لرئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH الأستاذ بولنت يلديريم، وكلمة لرئيس مجلس أمناء جامعة الجنان الدكتور سالم فتحي يكن.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 20/6/2022
أضف ردا