للاطلاع على ملخصات أوراق العمل بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ملخصات أوراق عمل حلقة النقاش ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2022 – تقدير استراتيجي 2023“ (47 صفحة، 1.3 MB) |
>> (الجلسة الأولى) حلقة نقاش لمركز الزيتونة تتوقع تصاعد عناصر التفجير والمواجهة في فلسطين سنة 2023 >> (الجلسة الثانية) حلقة نقاش لمركز الزيتونة تستشرف المواقف العربية والإسلامية والدولية سنة 2023 |
الجلسة الأولى يوم الأربعاء 4/1/2023
حلقة نقاش لمركز الزيتونة تتوقع تصاعد عناصر التفجير والمواجهة في فلسطين سنة 2023
توقَّعت حلقة نقاش عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 4/1/2023 بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني، تصاعد عناصر التفجير والمواجهة خلال سنة 2023، خصوصاً في القدس، مع تزايد احتمالات انتشار العمل المقاوم في الضفة الغربية؛ وعدم استبعاد دخول قطاع غزة في مواجهة عسكرية عنيفة ضدّ الاحتلال؛ خصوصاً في ضوء تشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً دينياً وقومياً في تاريخ الكيان الإسرائيلي، واحتمالات تصعيد عدوانها على الأرض والمقدسات والشعب الفلسطيني، وتفعيل برامج التهويد والاستيطان.
لمشاهدة فيديو فعاليات حلقة النقاش، اضغط على الرابط التالي: |
وقد قُدّمت في هذه الحلقة، التي أدارها أ. د. محسن محمد صالح، أربع أوراق عمل، ناقشت التوقعات المستقبلية خلال سنة 2023، وكانت أولاها لساري عرابي حول الوضع الداخلي الفلسطيني، أما الثانية فكانت لزياد ابحيص حول القدس والمقدسات، وقدّم الورقة الثالثة وائل المبحوح حول المقاومة الفلسطينية، بينما قدّم د. مهند مصطفى الورقة الرابعة حول الكيان الإسرائيلي. وشارك مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مناقشة أوراق العمل، قبل أن يقوم مقدمو الأوراق في نهاية الحلقة بتقديم ردودهم وتوضيحاتهم.
وقد خلصت هذه الحلقة إلى أنه في الإطار الداخلي الفلسطيني، فإنه بالرغم من اتفاق المصالحة الذي تمّ التوقيع عليه في الجزائر في 13/10/2022، فإن قيادة منظمة التحرير وقيادة السلطة ليست في وارد إنفاذ الاتفاق وإجراء انتخابات حرة نزيهة طالما لم تضمن إعادة تجديد نفسها. وأنه بالرغم من كثرة الأفكار والاقتراحات فإن جوهر المشكلة الداخلية تكمن في “الإرادات” وليس في الأفكار. ونبّهت إلى أنه لم يعد للسلطة الفلسطينية مشروع سياسي حقيقي بعد انسداد مسار التسوية، وبعد فشلها في التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني، كما أن السلطة لم تعد تمثل ضمانة عدلية قانونية ولا اجتماعية في المناطق التي تحكمها في الضفة، فستتابع مسارها في الارتكاز على القوة الأمنية، وعلى أداء دورها الوظيفي. وكما أنها عطلت عمل المجلس التشريعي وهي ليست بصدد إحيائه، فقد زادت من تغوّلها على السلطة القضائية، وحتى على العمل النقابي الفلسطيني بما في ذلك الطلاب والأطباء وغيرهم؛ وهي مسارات من المتوقع أن تستمر فيها خلال سنة 2023. كما أن حركة فتح تعاني من إشكالات التدافع الداخلي واستحقاقات مرحلة ما بعد عباس؛ الذي لم يحدّد لنفسه نائباً حتى الآن.
أما في ملف القدس فقد توقَّعت حلقة النقاش أن يكون ملف القدس ملفاً مركزياً ساخناً خلال سنة 2023، وقد يكون عنصر تفجير وتصعيد بسبب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الإسرائيلي، وما يقابله من اتساع دائرة التحدي والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني.
وقد أشارت المداخلات إلى منحنى متعرج في التدافع بين الاحتلال وبين المدافعين عن القدس. وأن الاحتلال حقّق بعض المنجزات والحقائق على الأرض من خلال سعيه لإنهاء معركة القدس وحسم هويتها لصالحه، فقام بضرب رموز الوجود السياسي الفلسطيني، وتبنّى مشاريع تهويد كبرى، وسعى لفرض الطقوس التوراتية، بالإضافة إلى توسيع حملات هدم منازل المقدسيين والسيطرة على أملاكهم. غير أن المقاومة بكافة أشكالها وصمود المقدسيين أفشل العدوان وعطّل مساره على جبهات باب الرحمة وباب العمود والشيخ جراح والخان الأحمر.
وفي ظلّ كنيست صهيوني في عضويته 29 نائب يتبنّون فكرة بناء الهيكل، ووجود 16 وزيراً في حكومة نتنياهو يتبنون تسريع تهويد المسجد الأقصى والقدس، فمن المتوقّع خلال سنة 2023 أن يدفع الاحتلال باتجاه تفعيل برامج تهجير الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم خصوصاً في الشيخ جراح وسلوان والخان الأحمر؛ كما سيحاول الصهاينة حسم معركة التعليم بفرض المنهاج المتبنى من الكيان الإسرائيلي على المدارس المقدسية؛ بالإضافة إلى فرض الشعارات والرموز اليهودية والصهيونية بما في ذلك “معركة العَلَم الإسرائيلي” التي سيخوضها في 19 أيار/ مايو 2023.
وفي إطار المقاومة توقّعت حلقة النقاش في ضوء تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً وتبنيها برنامجاً عدوانياً ضدّ الشعب الفلسطيني، تصاعد خيارات التوجه نحو العمل المقاوم وازدياد احتمالات دخول المقاومة في غزة لخوض معركة جديدة، كما تتزايد فرص تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية، في الوقت الذي ستزداد فيه شراسة الاحتلال في محاولة قمع إرادة الشعب الفلسطيني.
أما في الجانب الإسرائيلي فقد لاحظت المداخلات أن نظام الحكم في الكيان في ضوء نتائج انتخابات الكنيست وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الجديدة، يتجه أكثر نحو فكرة الدولة اليهودية الخالصة، ومحاولة تقديم تعريف جديد للصهيونية متماهٍ مع رؤية اليمين القومي والديني الصهيوني. وأنه في هذه المرة فإن اليمين الحاكم هو يمين جدّي وأيديولوجي في تغيير بنية النظام الإسرائيلي، وإعادة تعريف علاقة الدِّين بالدولة، ومحاولة فرض التوراة على الحياة اليومية بما يضيِّق المساحات “الليبرالية” للمنظومة الإسرائيلية. كما سيسعى لتفعيل وتسريع برامج التهويد والاستيطان في الضفة الغربية وخصوصاً في القدس، ولن يعطي اعتبارات كبيرة لردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية. كما سيسعى اليمين إلى تشريع قانون يمكنه من التغلُّب والهيمنة على المحكمة العليا في الكيان، بما يُخضع السلطة القضائية لمساراته الكبرى.
وبالرغم من ازدياد احتمالات عدوانية الكيان الإسرائيلي إلا أن ذلك سيتسبب بمزيد من التأزيم الداخلي في المجتمع الإسرائيلي الصهيوني، كما سيكشف الوجه القبيح للاحتلال في البيئة الإقليمية والدولية.
هذا، وسيعقد مركز الزيتونة يوم الأربعاء القادم 11/1/2023 حلقة نقاش ثانية لاستكمال توقعات 2023 تركز على الأبعاد العربية والإسلامية والدولية للقضية الفلسطينية.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 4/1/2023
الجلسة الثانية يوم الأربعاء 11/1/2023
حلقة نقاش لمركز الزيتونة تستشرف المواقف العربية والإسلامية والدولية سنة 2023
عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات حلقة نقاش يوم الأربعاء 11/1/2023 تناولت التقييم الاستراتيجي للتطورات والمواقف العربية والإسلامية والدولية خلال سنة 2022، واستشرافاً مستقبلياً لهذه المواقف خلال سنة 2023؛ بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني.
وقد طُرحت في الحلقة خمس أوراق عمل، حيث ناقش د. أشرف بدر المواقف العربية وآفاقها، واستشرف أ. د. وليد عبد الحي المواقف الدولية، كما حلل الأستاذ هاني المصري مسار التسوية السلمية واحتمالاته، بينما قدم أ. د. طلال عتريسي رؤيته للمواقف الإيرانية ومساراتها المحتملة، وقدم د. سعيد الحاج تحليله للمواقف التركية والتوقعات المحتملة. وشارك مجموعة من الخبراء في التعقيبات ومناقشة الأوراق المقدمة، قبل أن تُختتم الحلقة بتوضيحات وإجابات الخبراء الذين قدموا أوراق العمل.
لمشاهدة فيديو فعاليات حلقة النقاش، اضغط على الرابط التالي: |
العالم العربي:
في الإطار العربي، لاحظ التقييم الرفض الشعبي الواسع للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي واعتبار نحو 85% من البيئة الشعبية الكيان الخطر الأكبر على العالم العربي، كما برزت مظاهر هذا الرفض بشكل جلي في مونديال قطر. ولاحظ التقييم أن الجزائر لعبت دوراً مهماً في مقاومة التطبيع عربياً وفي الساحة الإفريقية، وهو دور ستتابعه خلال سنة 2023؛ ورفعت عُمان وتيرة مواجهتها للتطبيع من خلال تعزيز قانون مقاطعة “إسرائيل” وبضائعها، بينما ستتابع الكويت رسمياً وشعبياً رفضها للتطبيع؛ ويتسق مع هذه المواقف مواقف كل من العراق وسورية وليبيا ولبنان وتونس واليمن. أما السودان فمساره التطبيعي سيشهد ارتباكاً واضحاً بسبب تعثّر النظام الحاكم، واتساع دائرة المعارضة لمسارات التطبيع. وستواصل قطر سياستها الداعمة للقضية والانفتاح على القوى الفلسطينية واستضافة قيادة حماس ودعمها الإنساني لقطاع غزة، مع الإبقاء على هامش “تطبيعي” محدود يمكنها من لعب “ديبلوماسية الإنابة”، ويخفف عنها الضغوط الخارجية، خصوصاً مع حرصها على إنجاح فعاليات كبرى تنظمها مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم وغيرها.
أما السعودية فيظهر أنها ستتابع طريقتها في التطبيع المتدرج و”تحت الطاولة”، وهي ليست في عجلة من أمرها، ما دامت لا تواجه ضغوطاً حقيقية أو مخاطر كبيرة، كما أن لديها حساباتها المعقّدة في الحرص على الإبقاء على زعامتها في العالم الإسلامي، وعدم الاصطدام بمشاعر القواعد الشعبية الواسعة الرافضة للتطبيع. مع ملاحظة احتمال تزايد الاحتقان السعودي الإيراني، وما قد يستتبعه من علاقات وتوترات إقليمية، ومن تأثير على أسواق النفط والغاز العالمية.
وستتابع مصر والأردن سلوكهما التطبيعي المعتاد، غير أن العلاقات الأردنية مع “إسرائيل” قد تشهد توتراً في 2023، بسبب الحكومة الإسرائيلية وأجندتها المتطرفة التي تسعى للهيمنة على الأقصى والقدس، والتهميش الفعلي للوصاية الهاشمية على المقدسات؛ مع تصعيد خطاب الوطن البديل؛ وإنهاء مسار التسوية.
ويظهر أن الإمارات ستتابع دورها القائد لملف التطبيع، إذ قفز تبادلها التجاري مع “إسرائيل” خلال 2022 إلى أكثر من مليارَي دولار، ولم يُحدث تولي اليمين الديني والمتطرف للحكم في “إسرائيل” أثراً كبيراً لدى الإمارات؛ وتَجري البحرين والمغرب على منوال الإمارات وإن بوتيرة أقل، حيث توجد معارضة واسعة وقوية ومنظمة للتطبيع في كِلا البلدين. وتتابع الدول الثلاث عقد اتفاقات تطبيعية في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والأمنية والعسكرية والصحية والسياحية. بل إن الإمارات تنوي تدريس “الهولوكوست” في مناهج تعليمها.
أما منتدى النقب الذي تشارك في عضويته دول التطبيع، فمن المتوقع أن يتابع أعماله، وإن كانت تواجهه بعض الصعوبات، خصوصاً نتيجة استياء الأردن من سلوك الحكومة الإسرائيلية.
وليس من المتوقع أن تنشب حرب بين “إسرائيل” وحزب الله في لبنان، في ضوء عدم رغبة الطرفين في الوصول إلى هذه الدرجة، وفي ضوء عقد اتفاق الغاز بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي والذي يسعى الجانبان لإنجاحه.
وستتابع “إسرائيل” سياستها في الهيمنة على المجال الجوي السوري، وممارسة سياسة “جزّ العشب” أو ضرب أي مواقع ترى فيها خطراً عليها أو تجاوزاً لـ”خطوطها الحمراء”.
البيئة الدولية:
وفي الإطار الدولي، توقّعت حلقة النقاش تراجع المكانة الدولية للولايات المتحدة وتراجع مكانتها في الشرق الأوسط دون أن يعني ذلك أنها فقدت مكانتها كلاعب أول عالمياً وشرق أوسطياً. وتوقع الحلقة أن تحتدم المعارك في أوكرانيا في شهرَي آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2023، وأن يحاول الروس تصعيد هجومهم، وأن تحقيق أي تقدم روسي أو تمكن الروس من فرض شروطهم، سيضعف المكانة الدولية للولايات المتحدة؛ كما أن نتائج الحرب ستخدم الصالح العربي.
كما توقّعت أن تقوم الصين بتصعيد الضغوط على تايوان لتحقيق مكاسب تكتيكية، وهو أيضاً ما سيلقي بمزيد من الأعباء على الولايات المتحدة ويضعف مكانتها. وهذا سيؤدي أيضاً إلى مواجهة “إسرائيل” لإشكالية الموازنة بين الحفاظ على علاقاتها القوية مع الصين، وعدم انعكاس ذلك سلباً على علاقاتها الاستراتيجية الحيوية مع أمريكا.
من ناحية أخرى، سيسعى نتنياهو لامتصاص المخاوف الأمريكية من انهيار مسار التسوية، وعدم قدرتها على تسويق حكومته المتطرفة عالمياً، من خلال تصعيد التوتر مع إيران، أو حتى شنّ حرب على قطاع غزة.
وفي الوقت الذي تراجع فيه النمو الاقتصادي العالمي إلى نحو 2.7% وازدادت معدلات الفقر العالمية؛ فمن المتوقع أن يستمر تراجع الدعم العالمي للسلطة الفلسطينية في رام الله.
وفي أمريكا الجنوبية يظهر أن هناك عودة لتيار يسار الوسط للصعود، حيث تولى زمام الحكم في تشيلي والبرازيل، وهو ما يعني مزيداً من الدعم للقضية الفلسطينية. غير أن تزايد النزعة الإنجليكانية على حساب الكاثوليكية، يوفر قاعدة دينية ثقافية أفضل للتغلغل الإسرائيلي في المنطقة.
مسار التسوية:
أما بالنسبة لمسار التسوية السلمية، فقد أكّدت حلقة النقاش أنه ليس ثمة أفق لهذا المسار في المدى المنظور. وأن الجانب الإسرائيلي هو أصلاً غير جاد في هذا المسار ولم يلتزم بـ”حلّ الدولتين”، وإنما سعى للاستفادة من هذا المسار كغطاء لشرعنة نفسه إقليمياً ودولياً وفي فرض الحقائق على الأرض، وخصوصاً تهويد الأرض والمقدسات. كما أن التطورات في المجتمع الصهيوني تجنح إلى مزيد من التطرف الديني واليميني؛ حيث تمّ رفض عقد لقاءات سياسية مع رئيس السلطة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، فلن تخالف الإدارة الأمريكية الرغبات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتسوية، بينما “ماتت” الرباعية الدولية، وليس لدى الاتحاد الأوروبي إرادة سياسية للضغط في مسار التسوية، وستتابع الصين طرح مواقفها الرسمية المعتادة دون تنشيط لدورها السياسي، أما الروس فليسوا في وضع يُمكّنهم من الضغط على “إسرائيل”.
غير أن السلطة الفلسطينية والدول العربية المُطبّعة والولايات المتحدة وحلفاؤها سيسعون إلى الإبقاء على “وهم” التسوية، حيث لا بديل عنها إلا إعلان الفشل، وبالتالي انفتاح المجال لقوى المقاومة للتقدم لملء الفراغ.
الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ستسعى إلى تسريع عمليات التهويد والاستيطان في القدس وباقي الضفة الغربية التي ستكون “ميدان المعركة” القادم، وستوفر القوى المهيمنة في الكنيست الغطاء لشرعنة الضم لمناطق ج، غير أنها ستترك لنتنياهو اختيار الوقت المناسب للتنفيذ. كما تخطط هذه القوى لتهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين، عندما تجد ظرفاً مناسباً لذلك. وهذا يعني أن التيار الديني واليميني الحاكم سيسعى لحسم الصراع على الأرض؛ غير أن تصعيده سيكون نسبياً ومدروساً بحيث يبلغ أقصى مدى ممكن دون دفع أثمان لا يطيقها الاحتلال.
ولذلك، فإن عملية التسوية ستبقى على الأرجح في “الثلاجة” بوجود منظومة احتلال مُصرَّة على فرض تصورها على الأرض، ومنظومة قيادية فلسطينية عاجزة، ومنظومة عربية وإسلامية ضعيفة ومفككة ومخترقة تطبيعياً، ومنظومة دولية تدعم الاحتلال أو لا تمنعه من الاستمرار في عدوانه على الأرض والإنسان.
إيران وتركيا:
ناقشت الحلقة الموقف الإيراني، حيث لاحظت تعرّض إيران لضغوط شديدة، إذ لم تنجح المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، ولم تتمكن إيران من استرجاع عشرات مليارات الدولارات المحتجزة، ولا من الانفتاح الاقتصادي الكامل على البيئة العالمية. كما عانت إيران من احتجاجات شعبية واسعة، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها النفخ في نارها. وتعرّضت إيران لتهديدات أمريكية وإسرائيلية بسبب سياستها في المنطقة. وأثارت غضب أمريكا والاتحاد الأوروبي لتزويدها لروسيا بطائرة مسيّرة لاستخدامها في حربها مع أوكرانيا.
غير أن إيران ستتابع سياستها في رفض الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، وفي دعم المقاومة الفلسطينية مالياً وعسكرياً؛ كما دعمت إيران مسار مصالحة حماس مع الحكم في سورية، وستسعى لتمتين العلاقات بين حلفائها، وإلى تحقيق مزيد من التنسيق بين قوى المقاومة في الداخل والخارج.
وفي الإطار التركي، كان ثمة استدارة واضحة في السياسة التركية باتجاه تحسين العلاقات مع “إسرائيل” لأسباب مختلفة يرتبط بعضها باستحقاق الانتخابات التركية، وبالتطورات التي شهدتها المنطقة خصوصاً في ضوء استنزاف الملفات الإقليمية، وطي صفحة “الربيع العربي”، وحاجة تركيا لتحسين علاقاتها مع مصر و”إسرائيل” في مواجهة الطموحات والتحديات اليونانية؛ بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن تشجع دول المنطقة على علاج مشاكلها بنفسها.
ومن المتوقع أن يتواصل تَحسُّن العلاقات التركية مع “إسرائيل” حتى بوجود نتنياهو وحكومته المتطرفة، ما لم يحدث مسٌّ خطير مباشر بالمسجد الأقصى، حيث يظهر أن قرار تقوية العلاقة اتخذ على أعلى المستويات التركية، بحيث سيستمر على الأرجح على وتيرته حتى بعد انتهاء الانتخابات التركية.
***
وقد دعت حلقة النقاش إلى ضرورة إدراك المتغيرات العربية والدولية، وتشجيع الدراسات المستقبلية ذات الطبيعة العلمية الجادة؛ والاستفادة من ذلك في خدمة القضية الفلسطينية وصناعات التوجهات المستقبلية.
كما دعت الحلقة إلى إحياء وتعزيز المشروع الوطني الفلسطيني وتحقيق شراكة وطنية فاعلة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تشهدها القضية؛ ودعت إلى تعزيز المقاومة بكافة أشكالها، وتطوير المقاومة الشعبية في القدس وباقي الضفة، وتنويع أنماطها ومستوياتها لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الإمكانات المتاحة، وتحقيق أكبر قدر من الضغط على الاحتلال وإفشال مخططاته.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 12/1/2023
للاطلاع على ملخصات أوراق العمل بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ملخصات أوراق عمل حلقة النقاش ”قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2022 – تقدير استراتيجي 2023“ (47 صفحة، 1.3 MB) |
آخر تحديث، 27/1/2023
أضف ردا