إعداد: د. أحمد فواز إبراهيم ود. عبد القادر عبد المعطي العزة.
(خاص بمركز الزيتونة).
يُقدّم مركز الزيتونة ورقة علمية للدكتور أحمد فواز إبراهيم والدكتور عبد القادر عبد المعطي العزة، تحت عنوان “القضية الفلسطينية في ميزان الربيع العربي: طوفان الأقصى فاعلاً محفزاً للحراك الشعبي العربي“.
لم تكن القضية الفلسطينية في النفس العربية (أفراداً وجماعاتٍ) مجرد شعار أو رمز لمظلومية واقعة على الفلسطينيين فقط. إضافةً إلى الشعور العربي العام بالمعاناة المتراكمة منذ 1948، فإنها تشكل محركاً للكينونة العربية والإسلامية وبوصلةً لها، وقد احتضنتها الشعوب العربية تحت بند الأولوية الأولى والمُقتضى المركزي الذي تنطلق منه الجهود المختلفة للعمل على حلها، أو حتى على الأقل محاولة التخفيف من المعاناة الفلسطينية بكلّ الوسائل.
أشارت الدراسة إلى أنّ القضية الفلسطينية لم تشهد فتوراً كالذي شهدته في الربع الأخير من عقد الثورات العربية، حيث غلبت عند الأنظمة السياسية العربية الأولويات القُطرية على الأولوية المركزية، وأصبحت القضية مبادئ مُجزأة تحمل على عاتقها حيزاً ضيقاً (مساعدات ومنح مالية…إلخ) مقابل ترك اللُب الأساسي، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، لتنفصل عن لَبنة مجتمعاتها وما تريده لتحقيق الوحدة والتحرر (الحُلم العربي).
وبحسب الدراسة، راكمت الجماهير العربية بعد هذا الفُتور مجموعة من الهموم المَحلية، ثم استطاع حدث 7/10/2023 أن يمزج تضامن الشعوب العربية مع فلسطين بمطالبهم المَحلية، ما ينبئ بإسهام ردة الفعل العربية على هكذا حدث في لحظة انفجار داخل نظام قُطري، لا سيّما دول طوق فلسطين، بمداه القريب أو البعيد؛ تبعاً للتراكم الكمي للغضب الجماهيري نتيجة تراكم المطالب (مَحلية وقَومية)، مع نقصان الثقة بنسق النظام السياسي نفسه (حكومة، برلمان، قضاء)، ما يؤدي إلى فعل احتجاجي عربي جديد لا يُمكن للنظام السياسي السيطرة عليه.
وأشارت الدراسة إلى أنّه من الممكن أن ترسل هذه المؤشرات تنبيهاً للأنظمة السياسية العربية بأن الشعوب العربية قادرة على الانتقال من حالة السكون (المقاطعة، والتضامن،…إلخ) إلى حالة الانفعال والفعل الاحتجاجي ضدّ النظام القُطري وزعزعته. ورأت الدراسة أنّ لحظة الانفجار في وجه النظام لا يمكن أن تُحسب بتوقيت زمني أو حتى مكاني، لكن ما يمكن التنبؤ به هو أنها ستؤدي حتماً إلى خلخلة الاستقرار داخل نظام سياسي قُطري نتيجة حدث كالسابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 “طوفان الأقصى”.
تتمثل الأهداف الرئيسة للدراسة في تحري ما إذا كانت القضية الفلسطينية فاعلاً داخل ثورات الربيع العربي، بدراسة حالة “طوفان الأقصى” ومدى إسهامه، محدداً وفاعلاً للحراك الشعبي العربي.
واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، من خلال التحليل التاريخي للوقائع، ودراسة وتحليل التقارير والبيانات الإحصائية والببلوجرافيا ذات الارتباط بموضوع البحث ونطاقه المحدد في عنوانه. وقد تطلبت معالجة موضوع البحث تقسيمه في محورين أساسيين؛ المحور الأول يعالج رمزية القضية الفلسطينية داخل الربيع العربي، بما هي قضية أساسية مُحركة لفعل الحراك الشعبي، بينما يدور المحور الثاني في فلك اعتبار الشعوب العربية حلّ القضية الفلسطينية مطلباً أساسياً، إلى جانب مطالبهم بالحرية والعدالة في أوطانهم.
للاطلاع على ورقة العمل بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي: >> ورقة علمية: القضية الفلسطينية في ميزان الربيع العربي: طوفان الأقصى فاعلاً محفزاً للحراك الشعبي العربي… د. أحمد فواز إبراهيم ود. عبد القادر عبد المعطي العزة ![]() |
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 10/3/2025
أضف ردا