حاوره: محمد أبو شحمة – غزة.
أكد مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن محمد صالح أن التدخل الإسرائيلي في أحداث سوريا يعود إلى قلقها الكبير من تداعيات التغيير التي قد تسبق سقوط النظام، وخوفها من وقوع أسلحة متطورة وفتاكة بأيدي جماعات مسلحة تعتبرها (إسرائيل) معادية لها قد تتمكن من فرض معادلة جديدة في المنطقة.
وقال صالح في حديثه لـ”فلسطين” عبر الهاتف إن :”الكيان الصهيوني يحاول من الآن ترتيب الأمور لضمان قيامه بمنطقة عازلة على طول حدوده مع سوريا، وذلك من أجل حماية حدوده من أي ضربات قد توجه إليه، خصوصًا توقعه بأن النظام القادم بعد بشار الأسد يشكل خطر عليه”.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أربع غارات ليل السبت الأحد مواقع عسكرية قرب دمشق وتقول (إسرائيل) :”إنها استهدفت أسلحة لحزب الله اللبناني، اثارت مخاوف جديدة من امتداد النزاع المستمر منذ 26 شهرا في سوريا الى مناطق اخرى”.
وأضاف صالح إن “الاحتلال الإسرائيلي سيطرح مشروع بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد هو [يميل الى] تقسيم سوريا والمنطقة على أسس عرقية وطائفية، ولكن عنده مخاوف من أن عملية التفتيت ستؤدي إلى حالة من الفوضى قد تضر بمصالحه”.
وأوضح أن قيادة الاحتلال الإسرائيلي تريد بعد سقوط نظام الرئيس الأسد وجود نظام في سوريا ضعيف لا يستطيع الاعتماد على نفسه وإدارة الأمور الداخلية والمحلية لشئون البلاد لأنه سيكون ممزقا اجتماعيا ومدمرا اقتصاديا، ولكن الاحتلال يريد أن يكون هذا النظام قادر على حماية الحدود الإسرائيلية السورية وضبط الجماعات المسلحة.
حسم للخيارات
وأكمل محسن حديثه بالقول: “لكن الشعب السوري سيسحم خياراته وسيستوعب المعادلات ويفهم الواقع الدولي وسيفوت على الإسرائيليين والولايات المتحدة فرص الاملاءات الخارجية، وسيعيد بناء سوريا بماضيها العربي المشرق وبدور أكبر، وإنشاء نظام حر وديمقراطي يعبر عن إرادة شعبها”.
وتابع أنه: “بعد سقوط النظام ستمر سوريا بمرحلة انتقالية قد يعاني [لا قدّر الله] منها الشعب السوري بشكل أكبر من الآن للفترة، حيث سيتخللها بعض حالات الفوضى، وصراعات طائفية وستسيل الدماء على أن يستقر الوضع، كما سيحاول الإسرائيليون والأمريكان الدخول على الخط [للتاثير في] لإدارة الوضع القائم في سوريا”.
وعن انعكاسات الأحداث في سوريا على المنطقة العربية في حالة حدوث تحالف عربي جديد، أشار مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات إلى أن سوريا قلب بلاد الشام والشام قلب مشروع تحرير فلسطين المحتلة، وتكامل الدور السوري والمصري يعني تغيير في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وهو ما يتخوف منه الاحتلال لمما قد تترتب عليه من تغييرات.
وحول ما نقلته صحيفة الصانداي تايمز البريطانية، عن أن [إسرائيل] تعمل بجهد مكثف على الانضمام إلى ما يسمى بالحلف الدفاعي ضد إيران مع عدد من الدول العربية المعتدلة، ذكر صالح أن هذا الحديث ليس جديدًا وإنما قديم وتم طرحه عدة مرات في مؤتمرات دولية وهي رغبة الأمريكان والإسرائيليين.
وكانت الصحيفة قد أكدت أن الدولة العبرية تسعى للانضمام إلى كل من الدول الآتية “تركيا، الأردن، المملكة العربية السعودية، جمهورية الإمارات العربية، وذلك بهدف خلق شرق أوسط جديد معتدل أو ما أطلقت عليه الصحيفة “هلالي معتدل”.
أمة بخير
وبين [أوضح] أن الأمة العربية [والاسلامية] لاتزال بخير وستستطيع أن تفرض إرادتها على الإسرائيليين، فانتفاضة الحجارة الأولى عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وفوز حركة حماس في انتخابات عام 2006، يعطي أملاً عن قوة الأمة وإمكانية تحقيقها للانتصار على (إسرائيل) لا يزال ممكناً.
وأوضح أن الأمة العربية في طور الإعداد وتغيير الأوضاع، ولكن يوجد صراعات إرادات بين الشعوب العربية التي تطمح للتغير وأنظمة فاسدة يرأسها قادة مستبدون وفلول يريدون أن يرجعوا من جديد إلى سدة الحكم، ولكن إرادة الشعوب هي التي ستنتصر.
وعن مبادرة السلام العربية التي تتضمن مبادرة الاراضي قال صالح إن :”توقيت طرح تبادل الاراضي يعطي إشارة خاطئة [لإسرائيل] يعني أن هناك إمكانية لسلسلة طويلة من التنازلات العربية تجاه فلسطين، في مقابل عدم وجود أي مبادرات من جانب الاحتلال، وهو ما سيعطيهم دفعة أكثر بالتهويد والاستيطان في فلسطين”.
وأوضح أن هذه المبادرة ستدفع (إسرائيل) إلى المطالب بالمزيد من التنازلات المجانية من العرب قبل الشروع بأي عملية تفاوضية.
المصدر: فلسطين أون لاين، 7/5/2013
أضف ردا