مدة القراءة: 2 دقائق

قدّم أ. د. محسن محمد صالح، المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ورقة بعنوان “ملامح الخروج من أزمة المشروع الوطني: أين المخرج؟” في الندوة الثانية “المشروع الوطني الفلسطيني: المأزق والمخرج”، من ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني، الذي نظّمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في إسطنبول، وذلك في 28-29 /2024/6، بمشاركة نحو مئتين من الناشطين والمثقفين والبرلمانيين والسياسيين والإعلاميين الفلسطينيين، من داخل فلسطين وخارجها.

وقال الدكتور محسن في ورقته بأنّ القيادة الفلسطينية تصر على أن تُقدِّم أوسلو كمسار للتسوية، بعد أكثر من ثلاثين عاماً من التوقيع عليه، وأكثر من عشرين عاماً على الأقل من ثبات فشله، وبعد موته وتحوّله إلى جيفة، وأنه بالرغم من أنها تعرف الخطأ ولكنها تصرّ عليه.

وأشار صالح إلى نقطتين أساسيتين كمدخل للورقة، النقطة الأولى هي أنّ السلطة الفلسطينية منذ أوسلو تمّ تركيبها لخدمة أغراض الاحتلال أكثر من خدمة تطلعات الشعب الفلسطيني، وأصبحت غطاءً لتطويع مشروع المقاومة، وتطويع الشعب الفلسطيني، واستُغلّ فيها مسار التسوية كمسار خادع لمزيد من التهويد للأرض والإنسان وتغيير الحقائق على الأرض. أما النقطة الثانية فهي أن التجربة أثبتت أن القيادة الفلسطينية الحالية غير جادة إطلاقاً في المضي بأي عملية تنتقص من هيمنتها على منظمة التحرير الفلسطينية ولا على السلطة الفلسطينية، مهما كانت هذه العملية ديموقراطية وشفافة، وهناك إصرار متعمّد وواعي لتجاوز الإرادة الشعبية الفلسطينية.

وأضاف صالح أنّ هناك ثلاث أدوات تستخدمها السلطة أو قيادة المنظمة لـ”لإرهاب الفكري” أو كفزاعات لتعطيل المسار الفلسطيني، وهي: “فزاعة الشرعية”، مع أنها هي نفسها التي تختطف الشرعية وتمنع الإرادة الشعبية الفلسطينية، وتتهم كل من يحاول ترتيب البيت الفلسطيني أنه خارج عن الشرعية؛ و”فزاعة الانقسام”، مع أنّها هي السبب الأكبر للانقسام لأنها أغلقت أبواب منظمة التحرير الفلسطينية، وعطّلت العمل المؤسسي؛ و”فزاعة الماضي أو التاريخ”، الذي تتغنّى به لتُبرّر أبشع الممارسات على الأرض في الحاضر.

وقال صالح إنّ هذا العمل الجاد لفلسطين دخل في إطار الواجب وفي إطار التكليف الأساسي والمسؤولية، ويجب استنفاذ كل الطاقات لخدمة الشعب الفلسطيني، لا مجرد تسجيل المواقف فقط. وأضاف أنّ الأطر الشعبية الفلسطينية والرموز والكفاءات يجب أن لا تبقى بانتظار المؤسسات الرسمية الفلسطينية ولا بانتظار الفصائل وقياداتها، ويجب أن تظهر مبادرات شعبية كبيرة، وأن يتم تفعيل الجاليات الفلسطينية، وتطوير قدراتها، وإنشاء وحدة فلسطينية في الاتّحادات والنقابات والجاليات، وأن نرى إجراءاتها العملية على الأرض. وأنّه يجب الدفع باتجاه تشكيل اصطفاف وطني أو جبهة وطنية واسعة تجتمع على الثوابت الفلسطينية، وتدعم خط المقاومة والتغيير والإصلاح الشفاف للأطر الفلسطينية وتضغط باتجاهه. وكما يجب الضغط باتجاه قيادة انتقالية فلسطينية، لأن القيادة الحالية لم تعد قادرة ولا مؤهلة لقيادة هذا الشعب الفلسطيني. ويجب العمل على أن يشتغل كلّ المخلصين على برنامج وطني فلسطيني سياسي توافقي.

وختم صالح بأنّ التدرج في العملية الانتقالية يجب أن يكون جاداً وفعالاً، وأن يكون التوافق غير معطِّل، وأنّه يجب تفعيل الشباب وتمكينهم وإعطائهم فرصهم، وأن يستوعب أيّ توافق فصائليّ الكل الفلسطيني وطاقاته ضمن الكل الفلسطيني، وأن يبتعد عن الحصص الفصائلية.




مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 5/7/2024